اختص العلامة الحلي من بين العلماء يلقبين هما : آية الله ، والعلامة ، وعند اطلاق لفظ العلامة لا يتبادر الى الذهن الا شخصية العلامة الحلي.
ومن الاحداث المهمة التي وقعت في زمن العلامة ، تشيع السلطان محمد خدابنده ، مما تسبب نشر مذهب الشيعة وافكاره الغنية ، وكان سبب تشيع السلطان المباحثات التي جرت بين العلامة وبين علماء المذاهب الاربعة ، فتشيع السلطان بعد ان كان حنفي المذهب ، وجعل المذهب الشيعي هو المذهب الرسمي للبلاد ، وامر بنقش اسماء النبي والائمة عليهم السلام على السكة وان تكون الخطبة باسمائهم (١).
وبعد تشيع السطان استفاد العلامة الحلي وكثير من العلماء من الفرصة وشرعوا بتعريف مذهب الشيعة وترسيخ عقائده ، بعد ان كان هذا المذهب المظلوم لا يعرفه الا القليل.
وكانت للسلطان علاقة شديدة بالعلامة ، حتى انه امر بترتيب المدرسة السيارة ، ليكون العلامة معه في السفر ايضا مع تلامذته ، والف العلامة بعض كتبه في هذه المدرسة السيارة ، وبعض تلاميذه درسوا عنده وتخرجوا عليه في هذه المدرسة السيارة ايضا.
وتشيع السطان على يد العلامة الحلي اوجب ان يخرج المستصبون عن الصراط المستقيم. واخذوا يتهاجمون على العلامة ويوجهون له الاهانات ، وفي مقابل هؤلاء وجوه كثير من علماء العامة المنصفين الذين يدركون بعض الحقائق الذين مدحوا العلامة واثنوا عليه.
ومن المخالفين المتعصبين ابن تيميه. له اسلوب يعرفه الكل ، وهو اسلوب القاء الاتهامات الباطلة والسب والشتم. وذلك يظهر في كتابه الذي كتبه في رد كتاب منهاج الكرامة الذي سماه منهاج السنة. وعبر فيه عن ابن المطهر بابن المنجس (٢).
ولما وصل خبر تاليف ابن تيمية لهذا الكتاب الى علماء الشيعة ، طلبوا من العلامة
_______________________
(١) مقدمة كتاب نهج الحق وكشف الصدق : ٢٩ ـ ٣٢. ط انتشارات هجرة ، قم.
(٢) البداية والنهاية : ١٤/١٣٠.