وعدة مواضع آخر (١).
وسمئ المؤلف نفسه في هذا الكتاب بعبد المحمود بن داوود تعمية ونقية عن الخلفاء الذين كان في بلادهم.
نقل عن خط الشهيد الثاني انه قال : ان التسمية بعبد المحمود لان كل العالم عبادالله المحمود ، والنسبة الى داوود اشاره الى داوود بن الحسن أخ الامام الصادق عليه السلام في الرضاعة ، وهو المقصود بالدعاء المشهور بدعاء أم داود وهو من جملة أجداد السيد ابن طاووس.
وقد جادل المؤلف بالتي هي أحسن ففوض نفسه رجلا ذميا دخل في الاسلام لم يعلق بذهنه عقائد مذاهب المسلمين ، لان المتعلق بأحد المذاهب اذا كبير عليه وعاش معهم لا يخلو عن تعصب او تقليد أعمى للاسلاف والاباء وكثرة الناس ، فلا يكون تلقيه من القرآن الکریم والسنة تلقياً صحيحاً ، بل ربما يكون معتقداته دخيلة في استفادته فيفسر القرآن علد معتقده ويؤل سائر ما يدل على خلاف مذهبه.
ثم لما دخل في الاسلام سمع اختلاف أهل الملل والمذاهب في أصول العقائد والفروع ، فأراد أن يختار أحدها عن حجة وبينة وبرهان ليحصل لنفسه السلامة ويفوز برضا الله في دار المقامة ويسلم من ضرر الندامة وخطر يوم القيامة ، والحجة التي يحتج بها هو العقل السليم وما تضمنه القرآن الكريم وما اتفق عليه صحاح أخبار أهل المذاهب ، وبعد الفحص والبحث رأي أن أحد هذه المذاهب وهو مذهب الشيعة موافق للعقل وللقرآن الکریم ولصحاح الأخبار الواردة من طرق سائر المذاهب الاربعة ، وليس فيه تضاد وتناقض بخلاف الاربعة المذاهب الاخر ، فتمت الحجة التي تعترف الاربعة المذاهب
__________________
(١) راجع : ٤١ ـ ٥١ ـ ٥٣ ـ ٧٣ ـ ١٣٥.