الإصلاح الإلٰهي في البشرية في كلّ يوم ، فضلاً عن كلّ أُسبوع ، فضلاً عن كلّ شهر وكلّ موسم وكلّ سنة بنحو راتب رتيب ، في كلّ قراءة للقرآن وختمة .
فإذا كانت تلك سُنّة القرآن في ظلامات المظلومين ، حتّىٰ الناقة ، ناقة صالح عليهالسلام ـ كما سنتعرّض لبيان الرثاء القرآني فيها ـ فما ظنّك ببضعة المصطفىٰ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وريحانة خاتم الأنبياء ، وسيّد شباب أهل الجنّة عليهالسلام ، ولا سيّما مع أمر وٱفتراض القرآن بمودّته والحزن لمصابه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كما تقدّم في النمط السابق ؟ !
* الثانية : قصّة يوسف عليهالسلام ويعقوب عليهالسلام في سورة يوسف .
ويستهلّ القرآن الكريم تفصيل أحداث المأساة التي جرت عليهما بقوله تعالىٰ : ( لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ ) (١) ، كما يختم كلامه في السورة : ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ . . . ) (٢) ؛ ليبيّن أنّ ما قصّه وسرده من فعل يوسف ويعقوب عليهاالسلام سُنّة تستنّ بها هذه الأُمّة .
ويبدأ الحديث عن ظلامة يوسف عليهالسلام وهو في سن يافع ناعم الأظافر بقوله تعالىٰ : ( فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ ) (٣) . .
__________________
(١) سورة يوسف ١٢ : ٧ .
(٢) سورة يوسف ١٢ : ١١١ .
(٣) سورة يوسف ١٢ : ١٥ .