وٱعتماد مبدأ ( الغاية تبرّر الوسيلة ) من أجل الوصول إلىٰ ما يصبو إليه .
وقد نقل لنا التاريخ القديم والحديث كيف أنّ الّذين اشتغلوا بالأُمور السياسية والقضايا السلطوية كانت لهم أساليب وطرق نستطيع أن نعدّها غير شرعية ـ والمقصود بغير الشرعية هنا إمّا أن تكون مخالفة للشرائع السماوية ، أو للقوانين الوضعية المانعة لمثل هذه الأساليب ، وهذا ممّا يمكن القول عنه بالمصطلح الرياضي الحديث « الضرب تحت الحزام » ـ للوصول إلىٰ المناصب العليا والتبختر ببهرج السلطة والصول .
وهذه السياسات المتّبعة للوصول إلىٰ السلطة وسدّة الحكم تدفع بالفرد إلىٰ التشبّث بها والاستماتة من أجلها ولو كان الثمن هو تحوّله إلىٰ دكتاتور ومجرم وقاتل للنفس المحترمة ومرتكب لكلّ كبيرة ، كما فعل ملوك بني أُميّة وبني العبّاس .
فهذا يزيد بن معاوية ارتكب أبشع الجرائم ، وٱستباح كلّ محرّم ، من أجل الحفاظ علىٰ تركة أبيه وسلطانه ، والجلوس مجلسه ، وهذا هارون الرشيد الخليفة العبّاسي يقول لابنه وفلذة كبده : « والله لو نازعتني الملك لأخذت الذي فيه عيناك ، فإنّ الملك عقيم » (١) .
وعصرنا الحاضر مليء بمثل هذه الأُمور ، فمعظم الثورات والانقلابات ـ إنْ لم نقل كلّها ـ التي تحدث هنا وهناك من أنحاء العالم ، وبالأخصّ عالمنا العربي والإسلامي ، قوامها القتل والتدمير والعنف وسفك الدماء وإزالة الخصوم والمعارضين لهم بشتّىٰ الوسائل .
فكلّ الأُمور التي ذكرناها هي ضمن سلوك وسياسة أُناس عاديّين
__________________
(١) ٱنظر : الاحتجاج ٢ / ١٦٦ ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ / ٨٦ .