والي المدينـة أرسـل إلىٰ الحسـين وٱبن الزبير رسـولاً ، فذهبا معاً إليه ، وكان عنده مروان بن الحكم ، فقالا للحسـين عليهالسلام : بايـع !
فقال : « لا خير في بيعة سـرّاً . . . » إلىٰ آخـره .
فقال مروان : أُشـدد يدك يا رجل فلا يخرج حتّىٰ يبايعك ، فإن أبىٰ فاضرب عنقه .
وقال الزبير : قد علمت أنّا كنّا قد أبينا البيعة إذ دعانا إليها معاوية وفي نفسـه علينا ما لا نجهله ، ومتىٰ ما نبايعك ليلاً علىٰ هذه الحالة ترىٰ أنّك قد أغصبتنا علىٰ أنفسـنا ، دعنا حتّىٰ نصبح وتدعو الناس إلىٰ البيعة فنأتيك ونبايعك بيعة سـليمة ، ولم يزالا به حتّىٰ خلّىٰ عنهما وخرجا .
فقال مروان : تركـتهما ؟ ! والله لن تظفر بمثلها منهما أبداً !
فقال : ويحك ! أتشـير علَيَّ أن أقتل الحسـين ؟ ! فوالله ما يسـرّني أنّ لي الدنيا وما فيها ، وما أحسـب أنّ قاتله يلقىٰ الله بدمه إلّا خفيف الميزان يوم القيامة .
فقال مروان مستهزئاً : إن كنت إنّما تركت ذلك لذلك فقد أصبت (١) .
وعلىٰ أثر ذلك عزل خالد ، أو الوليد (٢) .
__________________
= أبي عبـد الله الحسـين عليهالسلام بعد هلاك أبيه .
ٱنظر : تاريخ الطبري ٣ / ٢٥٢ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٥٤ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٣٧٧ .
(١) ٱنظر : تاريخ خليفة بن خيّاط : ١٧٧ ، أنساب الأشراف ٥ / ٣١٣ ـ ٣١٧ ، تاريخ الطبري ٣ / ٢٦٩ ـ ٢٧٠ ، مقتل الحسين ـ لابن أعثم الكوفي ـ : ١٥ ـ ٢٠ ، مقتل الحسين ـ للخوارزمي ـ ١ / ٢٦٨ ، البداية والنهاية ٨ / ١١٨ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٢٤ ، الملهوف علىٰ قتلىٰ الطفوف : ٩٦ ـ ٩٨ .
(٢) الصحيح
هو : الوليد ، كما سـبق أن أشرنا ، وقد عزله يزيد عن المدينة وولّىٰ بدلاً
=