تأهّب للانتقام ، فأوصىٰ جميع ولاته وعمّاله بالحسـين عليهالسلام شـرّاً حتّىٰ ولو وجد [ متعلِّقاً ] في أسـتار الكعبة ، لكنّ لين العمّال وتردّدهم في اقتحام مهلكة جهنّمية كهذه ممّا أمهل الحسـين عليهالسلام أن يصل كربلاء ، ولذلك ترىٰ يزيداً أكْثَرَ من عزل الولاة والعمّال أيّام الحسـين عليهالسلام ، وأنّ الحسين خاطر الموت قبل أن يصل كربلاء مرّتين ولكنّ قضاء الله حال دون ذلـك :
أوّلاً : في المدينة ، وذلك أنّ خـالد بن الحكم أو الوليد بن عتبة (١)
__________________
= بمكّة والمدينة في أيّامه ، وأظهر الناس شرب الشراب ، وكان يفعل فعل المجوس من نكح الأُمهات والمحارم ، ويتّخذ الغلمان والقيان .
ذكـر المؤرّخون أنّـه أمر مسـلم بن عقبـة باسـتباحة المدينـة ثلاثـة أيّـام في وقعة الحرّة ، وقتل أهلها الأبرياء من أطفال ونسـاء وشـيوخ وحتّىٰ بقيّـة صحابة رسـول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم .
وأمر أيضاً الحصين بن نمير بإحراق الكعبة بالمنجنيق ورميها بالنار والحجارة حتّىٰ هدّمت وأُحرقت البنية .
إضافة إلىٰ كلّ هذه الأفعال الشنيعة ، فإنّه ارتكب جريمة يندىٰ لها جبين البشرية ووجه التاريخ إلىٰ يوم القيامة ، ألا وهي جريمة قتل سبط النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وسيّد شباب أهل الجنّة الإمام الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام وأخذ عياله ونسائه سبايا ، فهذه الجريمة النكراء هي وحدها كافية بأن تخرج يزيد اللعين من الدين والملّة .
ٱنظر : الطبقات الكبرىٰ ـ لابن سعد ـ ٤ / ٢١٢ ، أنساب الأشراف ٥ / ٢٩٩ ـ ٣٧٦ ، الإمامة والسياسة ١ / ٢٣٤ ـ ٢٣٩ وج ٢ / ٥ ـ ١٧ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٥٤ ـ ١٦٨ ، تاريخ الطبري ٥ / ٦٢٣ ، الفتوح ـ لابن أعثم ـ ٣ / ١٨٠ ـ ١٨٨ ، البدء والتاريخ ٢ / ٢٤١ ـ ٢٤٤ ، العقد الفريد ٣ / ٣٦٢ ، مروج الذهب ٣ / ٦٧ ـ ٧٢ ، الأغاني ٨ / ٣٣٦ ، البداية والنهاية ٨ / ١٨١ ـ ١٨٩ .
وللمزيد من التفصيل راجع : كتاب « يزيد في محكمة التاريخ » لجواد القزويني .
(١) الصحيح هو : الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، ولّاه معاوية علىٰ المدينة سنة ٥٨ بعد أن عزل عنها مروان .
بعث له يزيد بن معاوية رسالة يطلب فيها منه أن يأخذ البيعة له من
الإمام
=