وكيف يُرتجىٰ مراقبة مَن لفظ فوه أكبادَ الأزكياء ، ونبت لحمه بدماء الشـهداء ؟ !
ثمّ تقول غير مسـتعظم ولا متأثّم :
لأهلّوا وٱسـتهلّوا فرحاً |
|
.................................. (١) |
تهتف بأشـياخك ، زعمت أنّك تناديهم ، فلَتَرِدَنَّ وشـيكاً مَورِدَهُمْ ، وتودّنّ أنّـك شـللت وبكمت ، ولم تكن قلت ما قلت ، وفعلت ما فعلت ، حسـبك بالله حاكماً ، وبمحمّـد صلىاللهعليهوآلهوسلم خصيماً ، وبجبرئيل ظهيراً ، وسـيعلم مَن سـوّل لك ومكّـنك من رقاب المسـلمين ( بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ) (٢) وأيُّـكُم ( شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضْعَفُ جُندًا ) (٣) .
أقـول : ألا بحرمة الإنصاف والحقيقة قل لي : أتسـتطيع ريشـة أعظم مصوّر وأبدع ممثّل أن يمثّل لك حال يزيد وشـموخه بأنفه ، وزهوّه بعطْفه ، وسـروره وجذله باتّسـاق الأُمور وانتظام الملك ، ولذّة الفتح والظفر ، والتشـفّي والانتقام ، بأحسـن من ذلك التصوير والتمثيل ؟ !
وهل في القدرة والإمكان لأحد أن يدمغ خصمه بتلك الكلمات وهي علىٰ الحال الذي عرفت ؟ !
ثمّ لم تقنع منه بذلك حتّىٰ أرادت أن تمثّل له وللحاضرين عنده ذلّة الباطل وعزّة الحقّ ، وعدم الاكـتراث والمبالاة بالقوّة والسـلطة ، والهيبة والرهبة .
__________________
(١) راجع ما تقدّم في الصفحة ٣٦١ هـ ٣ .
(٢) سـورة الكهف ١٨ : ٥٠ .
(٣) سـورة مريم ١٩ : ٧٥ .