سـماحـتكم ـ من أنّ زيد بن أرقم قال ليزيد يوم كان يضرب رأس الحسـين بعوده : ارفع عودك عن هاتين الشـفتين ! فوالله طالما رأيت رسـول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقبّلهما ؛ إذ إنّه من المعروف أنّ رسـول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يقبّل الحسـين في نحره علىٰ اعتبار أنّه سـيموت مقتولاً ، ويقبّل الحسـن في فمه علىٰ اعتبار أنّه سـيموت مسـموماً ، فكيف تناقض المعنىٰ الذي وقع فعلاً كما أشـار النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟ !
وكيف انتقل تقبيل فم الحسـن إلىٰ فم الحسـين الذي مات منحوراً علىٰ قفاه ، ولم ينتقل تقبيل نحر الحسـين إلىٰ نحر الحسـن الذي مات مسـموماً في فمـه (١) ؟ !
__________________
(١) أقـول : لو تجشّـم الكاتب قليلاً من عناء البحث في بطون الكتب التي روت فضائل الأئمّة عليهمالسلام ، لَما حارَ في أمر تقبيل الرسـول صلىاللهعليهوآلهوسلم للحسـن والحسـين عليهماالسلام .
فقد روىٰ أحمد بن حنبل في مسـنده ، عن يعلىٰ العامري ، أنّـه خـرج مـع رسـول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلىٰ طـعام دُعوا له ، قال : فاسـتمثل رسـول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أمـام القـوم وحسـين مـع غلمـان يلعـب ، فأراد رسـول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يأخذه ، قال : فطفق الصبي ها هنا مرّة وها هنا مرّة ، فجعل رسـول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يضاحكه حتّىٰ أخذه ، قال : فوضع إحدىٰ يديه تحت قفاه والأُخرىٰ تحت ذقنه فوضع فاه علىٰ فيه فقبّله ، وقال : حسـين منّي وأنا من حسـين ، أحبّ الله من أحبّ حسـيناً ، حسـين سـبط من الأسـباط .
مسـند أحمد ٤ / ١٧٢ .
وهذا الحديث وما سـبقه ممّا تقدّم ـ عن زيد بن أرقم ، في الصفحة ٣٤٤ ، من تقبيل رسـول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم شفتَي الإمام الحسـين عليهالسلام ، وما تقدّم في الصفحة ٣٦٠ الهامش رقم ١ ، عن أبي برزة الأسـلمي ـ من ترشـيف رسـول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم شـفتَي الحسـن والحسـين ، كُلّـها تفيد أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يقبّل الحسـنين من شـفتيهما .
نعـم ، اشـتهر عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم بأنّـه كان يكثر من تقبيل
الحسـن عليهالسلام من فمـه والحسـين عليهالسلام من نحره ؛ لعلمه صلوات الله
وسلامه عليه بكيفية استشهادهما عليهماالسلام ،
=