وفي الاسـتعراض الديني لأهل البيت نجد اعتراضاً علىٰ الحديث الذي ورد بلسـان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال مخاطباً سـلمان الفارسـي : « نحن أسرار الله المودعة في هياكل البشرية .
يا سلمان ! أنزلونا عن الربوبية ثمّ قولوا فينا ما استطعتم ، فإنّ البحر لا ينزف ، وسـرّ الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لِمَ ؟ ! وممَّ ؟ ! وبمَ ؟ ! فقد كفر » .
إذ إنّ من يتأمّل المعاني الاسـتهلاليّة من الحديث ، يجد أنّ منها ما يعدّ اسـتكباراً في الأرض ، وهو يخالف بمنطوقه إرادة الله التي جاءت في القرآن ، فمحت آية الاسـتكبار الخليقة بالمسـتضعفين من الناس .
ويجد أنّ كلمة « أسـرار الله المودعة » التي عمّت جميع « هياكل البشـريّة » تتعرّض للشـرّ حيناً ، وللخير حيناً آخر ، وتنقل من الزهد والتقوىٰ دوراً ، وإلىٰ الفسـاد والإثم والفوضىٰ دوراً آخـر ، حيث كانت هياكل البشـر الطاهرة فيها .
فهل كان الرسـول يعني أنّه هو وذرّيّته سـرّ الله المودع في هياكل البشـرية الطاهرة فقط ؟ ! أو في جميع الهياكل ؟ ! سـواء كانت طاهرة أو خبيثة ، مجرمة أو مصلحة ، مدنّسـة أو غير مدنّسـة ؟ !
هذا سـؤال نطرحه أمام سـماحتكم من الشـطر الأوّل من الحـديث .
وأمّا الشـطر الآخر ، فيه : « ومن قال : لِمَ ؟ ! وممّ ؟ ! وبِمَ ؟ ! فقد
__________________
= ولكن هذا لا يدلّ علىٰ التخصيص .
ٱنظر : فضائل الصحابة ـ لأحمد بن حنبل ـ ٢ / ٩٦٨ رقم ١٣٦١ ، تاريخ بغداد ٢ / ٢٠٤ ، المستدرك علىٰ الصحيحين ٣ / ١٧٧ ـ ١٧٨ ، شـرح الأخبار ٣ / ١١٢ ح ١٠٤٩ .