قال سـلام الله عليه ، أو قيل عنه :
إن كان دينُ محمّـد لم يسـتقم |
|
إلّا بقتلي يا سيوف خذيني ! (١) |
فحقّـاً أنّ الحسـين ـ سـلام الله عليه ـ ما بذل نفسـه إلّا دفاعاً عن شـرف الدين وتفادياً للمبدأ المقدّس ، ولا نكون بهذا قد أسـأنا إلىٰ الدين ، بل أحسـنّا إليه حيث جعلناه فوق نفس الإمام المعصوم ، وأنّه يفدىٰ بأعزّ النفوس .
ومن الغريب قولك ـ حرسـك الله ـ علىٰ قولنا : « أنّ العادة العربية دفعت بالحسـين عليهالسلام أن يصحب أولاده ونسـاءه معه مسـتميتاً في سـبيل الكرامة والشـرف » ، فقلتم : إنّ التعاليم الإسـلامية حرمت المرأة [ من ] مخالطة الرجال وسـماع أحاديثهم إلّا من وراء حجاب !
أليس من الغريب أن تقول ـ وأنت بهذه الثقافة ـ : إنّ الدين الإسـلامي حرم المرأة من مخالطة الرجال ، فتجعل ذلك وصمة شـنعاء ولطخة سـوداء في جبين الدين الإسـلامي ؟ !
كيف يقال هذا وهذه الصدّيقة فاطمة الزهراء عليهاالسلام بنت مشـرّع الدين الإسـلامي ، خطبت في المسـجد النبويّ في حشـد المهاجرين والأنصار تلك الخطبة البليغة الغرّاء التي تسـتغرق ما يقرب من سـاعة ، وكلّهم
__________________
(١) البيت للشـيخ محسـن أبو الحَبّ ، كما جاء في تراث كربلاء : ٨٦ .
والشـيخ أبو الحَبّ خطيب بارع ، وشـاعر واسـع الآفاق خصب الخيال ، وُلد سـنة ١٢٣٥ هـ ، ونشـأ بعناية أبيه وتربيته وتحدّر من أُسـرة عربية تعرف بـ ( آل أبي الحَبّ ) ، توفّي ليلة الاثنين ٢٠ ذي القعدة عام ١٣٠٥ هـ ، ودُفن في الروضة الحسـينية المقدّسـة إلىٰ جوار مرقد السـيّد إبراهيم المجاب .
ٱنظر : أدب الطفّ ٨ / ٥٤ ـ ٥٧ .