..............................................
__________________
وغيـر خفيٍّ علىٰ القارئ الكـريم أنّ عليّـاً أمير المؤمنيـن عليهالسلام اسـتخرج عيونـاً بكدّ يده بالمدينـة وينبـع وسـويعة ، وأحيىٰ بها مواتاً كـثيراً ، ثمّ أخرجهـا عن مُـلكـه وتصدّق بها علىٰ المسـلمين ، ولم يمت وشيء منها في مُلكه ، وجملة من وصاياه عليهالسلام في صدقاته وموقوفاته مروية في الجامع الكبير « الكافي » للكليني رحمهالله [ ٧ / ٤٧ ـ ٥٥ ] ؛ فراجـع .
ولم يورّث أمير المؤمين عليهالسلام بنيـه قليـلاً من المال ولا كـثيراً إلّا عبيـده وإماءه وسـبعمئة درهم من عطائه تركها ليشـتري بها خادماً لأهله قيمتها ثمانية وعشـرون ديناراً ، علىٰ حسـب المئة أربعة دنانير ، هكذا كانت المعاملة بالدراهم إذ ذاك .
وكان أمير المؤمنين عليهالسلام يعمل بيده يحرث الأرض ويسـتقي الماء ويغرس النخل ، كلّ ذلك يباشـر بنفسـه الشـريفة ولم يسـتبْقِ منـه لوقتـه ولا لعقبـه قليلاً ولا كثيراً ، وإنّما كان صدقة ، وقصّة عين أبي نيزر معروفة ، نقلها أبو العبّاس المبرّد في « الكامل » ؛ ٱنظر : ج ٣ ص ٩٣٧ ط مصر [ ٢ / ١٥٣ ـ ١٥٥ ] .
وقـد مات رسـول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وله ضيـاع كثـيرة جليلة جدّاً بخـيبر وفدك وبني النضير ، والحوائـط السـبعة مشـهورة وقد أوصـىٰ بها رسـول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلىٰ ابنته الصـدّيقة الطاهـرة عليهاالسلام .
وروي أنّ هذه الحوائط كانت وقفاً ، وكان رسـول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يأخذ منها ما ينفقه علىٰ أضيافه ومن يمرّ به ، فلمّا قبض جاء العبّاس يخاصم فاطمة عليهاالسلام فيها ، فشـهد عليّ عليهالسلام وغيره أنّها وقف .
وكان لرسـول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وادي نخلة وضياع أُخرىٰ كـثيرة بالطائف .
عن أبي بصير ، قال : لمّا بلغ أمير المؤمنين عليهالسلام أنّ طلحة والزبير يقولان : ليس لعليّ مال ؛ فشـقّ ذلك عليه ، وأمر وكلاءه أن يجمعوا غلّته ، حتّىٰ إذا حال الحول أتوه وقد جمعوا من ثمن الغلّة مئة ألف درهم فنثرت بين يديه ، فأرسـل إلىٰ طلحة والزبير ، فأتياه ، فقال لهما : هذا المال والله لي ، ليس لأحد فيه شـيء ؛ وكان عندهما مصدّقاً ، فخرجا من عنده وهما يقولان : إنّ له لمالاً .
ٱنظـر : الجامـع الكبيـر « الكافي » [ ٦ / ٤٤٠ ] ، والبحـار [ ٤١ / ١٢٥ ـ ١٢٦ ] ، وشـرح نهـج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ج ٣ ص ٤٣٣ ط مصر [ ١٥ / ١٤٦ وما بعدها ] ، وسـيرة ابن هشـام ج ٢ ص ٤٠ ط مصر [ ٤ / ٣٢١ ـ ٣٢٧ ] . القاضي الطباطبائي .