أمّا الفضل ، فقد احتال المأمون عليه حتّىٰ قتله في حمّامٍ بسرخس ، وهناك سجن الإمام عليه السلام في دارٍ كما في الرواية عن أبي الصلت .
وأمّا الإمام عليه السلام ، فقد احتال عليه حتّىٰ سمّه ؛ قال ياسر الخادم : لمّا كان بيننا وبين طوس سبعة منازل اعتلّ أبو الحسن عليه السلام ، فدخلنا طوس وٱشتدّت به العلّة ، فبقينا بطوسٍ أيّاماً (١) ، فلمّا قضىٰ نحبه أمر المأمون بدفنه بسناباد من طوس بجنب قبر هارون ، وذلك في سنة ٢٠٣ (٢) .
وينبغي الإشارة هنا إلىٰ نقاط :
١ ـ ذكر الخطيب البغدادي ، وعنه ابن عساكر : أنّ الإمام عليه السلام مات بسرخس (٣) ، وهو غلط فاحش ، إلّا أنّ صدوره من مثلهما ليس بغريب .
٢ ـ قد ذكرت المصادر أنّ المباشر لقتل الفضل غيلةً في الحمام بسرخس هو خال المأمون وٱسمه : غالب ، وأضافت عدّة منها أنّه قد تعاون معه في ذلك أربعة من مماليك المأمون ـ وفي بعضها : من خواصّه ـ لكنّه جعل لمن جاء بهم عشرة آلاف دينار ، فقالوا له : أنت أمرتنا بقتله . فأنكر وضرب أعناقهم (٤) !
٣ ـ قد تكلّم بعض العلماء في أخبار أنّ المأمون قد سمّ الإمام عليه
__________________
(١) الأنوار البهيّة : ٢٣٣ ـ ٢٣٤ .
(٢) بحار الأنوار ٤٩ / ١٤٢ ـ ١٤٣ .
(٣) تاريخ بغداد ١٠ / ١٨٢ ، تاريخ دمشق ٣٣ / ٢٨١ ـ ٢٨٢ .
(٤) سير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٨٤ وٱنظر الهامش ، المنتظم في تاريخ الملوك والأُمم ١٠ / ١١٢ .