همزات الشياطين وادفع عني بدفعك وامنع عني بمنعك واجعلني من خيار خلقك ، يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد ، من دعا بهذا الدعاء حشره الله عزوجل معه ونجّاه من النار ولو وجبت عليه ، وإنّ الله تبارك وتعالى ركّب في صلب الحسن نطفة مباركة زكية طاهرة مطهرة يرضي بها كل مؤمن ممن قد اخذ الله ميثاقه في الولاية ، ويكفر به كل جاحد وهو إمام تقي نقي بار مرضي هاد مهدي ، يحكم بالعدل ويأمر به ، يصدق الله عزوجل ويصدقه الله في قوله ، يخرج من تهامة حتى يظهر الدلائل والعلامات وله بالطالقان كنوز لا ذهب ولا فضة إلّا خيول [مطهمة] (١) ورجال مسومة يجمع الله له من أقصى البلاد على عدة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، معه صحيفة مختومة فيها عدد أنصاره بأسمائهم وانسابهم وبلدانهم وصنايعهم وطبائعهم وكلامهم وكناهم ، كرارون مجدون في طاعته.
فقال أبي : وما دلائله وعلاماته يا رسول الله؟ قال له : علم إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه وانطقه الله عزوجل فناداه العلم : اخرج يا ولي الله ، اقتل أعداء الله ، وهما رايتان وعلامتان ، وله سيف مغمد فإذا حان وقت خروجه اقتلع ذلك السيف من غمده وأنطقه الله عزوجل فناداه السيف : اخرج يا ولي الله ، فلا يحل لك أن تقعد عن أعداء الله ، فيخرج يقتل أعداء الله حيث ثقفهم ويقيم حدود الله ، ويحكم بحكم الله يخرج وجبرائيل عن يمينه وميكائيل عن ميسرته وشعيب بن صالح على مقدمته ، وسوف تذكرون ما أقول لكم وأفوّض أمري إلى الله عزوجل.
يا أبي طوبى لمن لقيه وطوبى لمن أحبه وطوبى لمن قال به ولو بعد حين ، وينجيهم من الهلكة في الاقرار بالله وبرسوله وبجميع الأئمة ، يفتح الله لهم الجنة ، مثلهم في الأرض كمثل المسك الذي يسطع ريحه فلا يتغير أبدا ، ومثلهم في السماء كمثل القمر المنير الذي لا يطفي نوره أبدا ، قال أبي : يا رسول الله كيف حال بيان هؤلاء الأئمة عن الله عزوجل؟ قال : إن الله عزوجل أنزل عليّ اثني عشر خاتما واثنتي عشرة صحيفة ، اسم كل إمام على خاتمه وصفته في صحيفته» (٢).
التاسع والثلاثون : إبراهيم بن محمد الحمويني قال : أخبرني مفيد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن أبي الغنائم بن الجهم الحلي إجازة قال : أنبأنا القارئ خطير الدين محمود بن محمد بن الحسين بن عبد الجبار الطوسي عن عمه زين الدين عبد الجبار عن أبيه عن الصفي أبي تراب بن
__________________
(١) زيادة ليست في المصدر.
(٢) فرائد السمطين : ٢ / ١٥٥ / ب ٣٥ / ح ٤٤٧ ، كمال الدين وتمام النعمة : ٢٦٥.