كتب علي عليهالسلام إلى أهل مصر لما بعث محمد بن أبي بكر [الاسدي] (١) إليهم كتابا يخاطبهم فيه ويخاطب محمدا أيضا فيه ، وساق الحديث بطوله إلى أن قال : وإياكم ودعوة ابن هند الكذاب وتأمّلوا ، واعلم أنه لا سواء إمام الهدى وإمام الهوى ، ووصي النبي وعدو النبي (٢).
الثالث والأربعون : ابن أبي الحديد أيضا في الشرح قال : روي عن جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام قال : كان علي عليهالسلام يرى مع رسول الله صلىاللهعليهوآله قبل الرسالة الضوء ويسمع الصوت ، وقال له صلىاللهعليهوآله : لو لا إني خاتم الأنبياء لكنت شريكا في النبوة ، فإن لم تكن نبيا فإنك وصي نبي ووارثه ، بل أنت سيد الأوصياء وإمام الاتقياء (٣).
الرابع والأربعون : ابن أبي الحديد في الشرح قال : ذكر الطبري في تاريخه عن عبد الله بن عباس عن علي بن أبي طالب عليهالسلام قال : «لما نزلت هذه الآية (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (٤) على رسول الله صلىاللهعليهوآله دعاني فقال : يا علي إن الله أمرني أن انذر عشيرتي الأقربين ، فضقت بذلك ذرعا وعلمت أني متى أنادهم بهذا الأمر أر منهم ما أكره ، فصمت حتى أتاني جبرائيل عليهالسلام فقال : يا محمد إنك إن لم تفعل ما أمرت به يعذبك ربك.
فاصنع لنا صاعا من طعام واجعل عليه رجل شاة واملأ لنا عسا من لبن ثم اجمع بني عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغهم ما أمرت به ، ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصون ، بهم (٥) أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب ، فلما اجتمعوا إليه دعا بالطعام الذي صنعت لهم فجئت به ، فلما وضعته تناول رسول الله صلىاللهعليهوآله بضعة من اللحم فشقها بأسنانه ثم القاها في نواحي الصفحة ثم قال : كلوا بسم الله ، فأكلوا حتى ما لهم إلى شيء من حاجة ، وايم الله الذي نفس علي بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمته لجميعهم ثم قال : اسق القوم يا علي فجئتهم بذلك العس فشربوا منه حتى رووا جميعا ، وايم الله إن كان الرجل منهم ليشرب ، مثله فلما أراد رسول الله أن يكلمهم بدره أبو لهب [إلى الكلام] (٦) فقال : لشد ما سحركم به صاحبكم ، فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال من الغد : يا علي إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول فتفرق القوم قبل أن اكلمهم ، فعد لنا اليوم إلى مثل ما صنعت بالامس ثم اجمعهم لي ، ففعلت ثم جمعهم ثم دعاني بالطعام فقربته لهم ، ففعل
__________________
(١) زيادة ليست في المصدر.
(٢) شرح النهج : ٦ / ٦٦.
(٣) شرح النهج : ١٣ / ٢١٠.
(٤) الشعراء : ٢١٤.
(٥) في المصدر : أو ينقصونه وفيهم.
(٦) زيادة من المصدر.