النبي صلىاللهعليهوآله فرأى في وجهي تغيرا فقال : «ما لي أرى وجهك متغيرا؟» فقلت ذهلت مما رأيت فقال : «فرأيت ما كان؟» فقلت : نعم فداك أبي وامي يا رسول الله ، قال : «يا أنس والذي خلق ما يشاء لقد أكل من تلك الغمامة ثلاثمائة وثلاثة عشر نبيا وثلاثمائة وثلاثة عشر وصيا ، ما فيهم نبي أكرم على الله مني ولا فيهم وصي أكرم على الله من عليّ» (١).
الخامس والسبعون : الشيخ في أماليه عن أبي محمد الفحام قال : حدّثني عمي قال : حدّثني أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علي الرأس قال : حدّثنا أبو عبد الله عبد الرّحمن بن عبد الله العمري قال : حدّثنا أبو سلمة يحيى بن المغيرة قال : حدّثني أخي محمد بن المغيرة عن محمد بن سنان عن سيدنا أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهالسلام قال : قال أبي لجابر بن عبد الله : «لي إليك حاجة أريد أخلو بك فيها» فلما خلا به في بعض الايام قال له : «أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أمي فاطمة عليهاالسلام ، قال جابر : أشهد بالله لقد دخلت على فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله لأهنيها بولدها الحسين فإذا بيدها لوح أخضر من زبرجدة خضراء فيه كتاب أنور من الشمس وأطيب من رائحة المسك الاذفر فقلت : ما هذا يا بنت رسول الله؟ فقالت : هذا لوح أهداه الله عزوجل إلى أبي فيه اسم أبي واسم بعلي واسم الأوصياء بعد من ولدي ، فسألتها أن تدفعه إلي لأنسخه ففعلت ، فقال له : فهل لك أن تعارضني بها؟ قال : نعم فمضى جابر إلى منزله وأتى بصحيفة من كاغذ فقال له : انظر في صحيفتك حتى أقرأها عليك فكان في صحيفته مكتوب :
بسم الله الرّحمن الرحيم ، هذا كتاب من الله العزيز العليم أنزله الروح الامين على محمد خاتم النبيين، يا محمد عظّم اسمائي واشكر نعمائي ولا تجحد آلائي ولا ترج سوائي ولا تخش غيري ، فإن من يرج سواي ويخش غيري أعذبه عذابا لا اعذبه أحدا من العالمين ، يا محمد إني اصطفيتك على الأنبياء ، وفضلت وصيك على الأوصياء ، وجعلت الحسن عيبة علمي من بعد انقضاء مدة أبيه ، والحسين خير أولاد الأولين والآخرين فيه ثبتت الإمامة ومنه يعقب علي زين العابدين ، ومحمد الباقر لعلمي والداعي إلى سبيلي على منهاج الحق ، وجعفر الصادق في القول والعمل ينشب بعده فتنة صماء ، فالويل كل الويل للمكذب بعبدي وخيرتي من خلقي موسى ، وعلي الرضا يقتله عفريت كافر يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح إلى جنب شر خلق الله ، ومحمد الهادي إلى سبيلي الذاب عن حريمي والقيم في رعيته ، وحسن الاعز يخرج منه ذو الاسمين علي ، والحسن الخلف محمد يخرج في اخر الزمان على رأسه غمامة بيضاء تظله من
__________________
(١) أمالي الشيخ الطوسي : ٢٨٣ / مجلس ١٠ / ح ٨٦.