مواخ بينكم كما آخى الله بين الملائكة ، ثمّ آخى بين أبي بكر وعمر ، وساق حديث المؤاخاة إلى أن قال: ثمّ دعا أبا الدرداء وسلمان الفارسي فقال : يا سلمان أنت منا أهل البيت وقد أتاك الله العلم الأوّل والعلم الآخر والكتاب الأوّل والكتاب الآخر ثمّ قال : ألا أرشدك يا أبا الدرداء؟
قال : بلى بأبي أنت وأمّي يا رسول الله.
قال : إن تنتقد ينتقدوك وإن تركتهم لم يتركوك وإن تهرب منهم يدركوك ، فاقرضهم عرضهم ليوم فقرك واعلم أن الجزاء أمامك ، ثمّ آخى بينه وبين سلمان ، ثمّ نظر في وجوه أصحابه فقال : أبشروا وقرّوا عينا ، أنتم أوّل من يرد عليّ الحوض وأنتم في أعلى الغرف ، ثمّ نظر إلى عبد الله بن عمر فقال : الحمد لله الذي يهدي من الضلالة ويلبس الضلالة على من يحب ، فقال له عليّ عليهالسلام لقد ذهب روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري فإن كان هذا من سخط عليّ فلك العتبى والكرامة.
فقال رسول الله : والذي بعثني بالحق ما أخّرتك إلّا لنفسي وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي وأنت أخي ووارثي.
قال : وما أرث منك يا نبيّ الله؟
قال : ما ورّثه الأنبياء قبلي.
قال : وما هو؟
قال : كتاب ربّهم وسنّة نبيّهم ، وأنت معي في قصري في الجنّة مع ابنتي فاطمة ، وأنت أخي ورفيقي وتلا رسول الله صلىاللهعليهوآله : (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) متحابين في الله ينظر بعضهم إلى بعض(١).
الثاني والثمانون : إبراهيم بن محمد الحمويني قال : أنبأني بمدينة الحلة فخر مشايخنا الجليلة نسابة عصره وقدوة اساتذة الإفتاء في مصره السيّد جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد الموسوى بمدينته بغداد بقية مسنديها ومشايخ رواتها شهاب الدين أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن أبي الفرج ، ومجد الدين عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر الحنبليان ، وبمدينة واسط شيخها المرجوع إليه في جميع أمورها الدينيّة والدنيويّة ذو الفضائل السنية والمناقب العلية عز الدين أحمد بن إبراهيم ، بن عمرو الفاروثي الواسطي ، وكتب إلي من مدينة القدس الشريف خطيبها الإمام مسند الشام قطب الدين عبد المنعم بن يحيى بن إبراهيم بن عليّ من ولد عبد
__________________
(١) فرائد السمطين : ١ / ١١٢ / ب ٢٠ / ح ٨٠.