فتطاولنا إليها فقال أدعوا لي عليا فأتي به أرمد فبصق في عينيه فبرئ ودفع إليه الراية ففتح الله على يديه ولمّا نزلت هذه الآية (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ).
دعا رسول الله صلىاللهعليهوآله عليّا وفاطمة وحسنا وحسينا وقال : اللهمّ هؤلاء أهل بيتي (١).
ونقل أيضا هذا الحديث من مسلم والترمذي محمد بن طلحة الشامي الشافعي في كتاب مطالب السئول.
الرابع والتسعون : محمد بن طلحة الشامي هذا في هذا الكتاب قال : روي عن الأئمّة الثقات البخاري ومسلم والترمذي رضى الله عنه في صحاحهم بأسانيدهم أحاديث اتفقوا عليها وزاد بعضهم على بعض بألفاظ أخرى ، والجميع صحيح فمنها عن سعد بن أبي وقاص قال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله خلّف عليا في غزوة تبوك على أهله فقال يا رسول الله : تخلّفني في النساء والصبيان؟
فقال أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبيّ بعدي.
قال ابن المسيّب : أخبرني بهذا عامر بن سعد عن أبيه فأحببت أن أشافه سعدا فلقيته فقلت له أنت سمعته من رسول الله؟
فوضع إصبعيه على أذنيه قال : نعم وإلّا استكتا (٢).
الخامس والتسعون : محمد بن طلحة الشامي الشافعي هذا قال : قال جابر بن عبد الله رضى الله عنه سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول لعلي : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي (٣).
السادس والتسعون : عزّ الدين بن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة وهو من أعيان علماء العامّة من المعتزلة قال في أحاديث صفين : قال : نصر ـ يعنى بن مزاحم ـ حدّثنا عمر بن سعيد وعمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قام عليّ عليهالسلام فخطب الناس بصفين فقال : الحمد لله على نعمه الفاضلة على جميع من خلق من البر والفاجر ، وعلى حججه البالغة على خلقه من أطاعهم منه ومن عصاه إن يرحم فبفضله ومنه وإن عذّب فبما كسبت أيديهم وأن الله ليس بظلام للعبيد ، أحمده على حسن البلاء وتظاهر النعماء وأستعينه على ما نابنا من أمر الدنيا والآخرة ، وأتوكّل عليه وكفى بالله وكيلا، ثمّ إني أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ارتضاه لذلك وكان أهله واصطفاه لتبليغ رسالته وجعله
__________________
(١) صحيح مسلم : ٧ / ١٢٠ ، سنن الترمذي : ٥ / ٣٠١ / ح ٣٨٠٨.
(٢) صحيح مسلم : ٧ / ١٢٠ ، سنن الترمذي : ٥ / ٣٠٢ ، واللفظ للأول.
(٣) سنن الترمذي : ٥ / ٣٠٤ / ح ٣٨١٤.