حدّثنا السيّد الأجل الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله ، حدّثنا أبو أحمد محمد ابن عليّ المؤدب المعروف بالمكفوف بقراءتي عليه ، حدّثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر ، حدّثنا الحسين بن محمد بن أبي هريرة ، حدّثنا عبد الله بن عبد الوهاب ، حدّثنا محمد بن الأسود عن مروان بن محمد عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس رضى الله عنه قال : أقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من قومه ممّن قد آمن بالنبيّ صلىاللهعليهوآله فقالوا : يا رسول الله إن منازلنا بعيدة وليس لنا مجلس ولا متحدّث دون هذا المجلس ، وإن قومنا لمّا رأونا قد آمنّا بالله ورسوله وقد صدّقناه رفضونا وآلوا على أنفسهم أن لا يجالسونا ولا يناكحونا ولا يكلّمونا وقد شقّ ذلك علينا ، فقال لهم النبيّ صلىاللهعليهوآله (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ).
ثمّ إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع وبصر بسائل ، فقال له النبيّ صلىاللهعليهوآله : هل أعطاك أحد شيئا؟
قال : نعم خاتم من ذهب.
فقال له النبيّ صلىاللهعليهوآله : من أعطاكه؟
فقال : ذلك القائم ـ وأومأ بيده إلى عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه.
فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : على أيّ حال أعطاك؟
قال : أعطاني وهو راكع ، فكبّر النبيّ صلىاللهعليهوآله ثمّ قرأ (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ).
فأنشأ حسّان بن ثابت يقول :
أبا حسن تفديك نفسى ومهجتي |
|
وكلّ بطيء في الهدى ومسارع |
أيذهب مدحي والمحبر ضائعا |
|
وما المدح في جنب الإله بضائع |
فأنت الّذي أعطيت إذ كنت راكعا |
|
فدتك نفوس القوم يا خير راكع |
فأنزل فيك الله خير ولآية |
|
وبيّنها في محكمات الشرائع (١) |
الثاني عشر : الشيخ إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامّة قال : أخبرنا جعفر بن محمد العلوي ، حدّثنا محمد بن عبد الله بن محمد البيع أخبرني محمد بن عليّ دحيم الشيباني حدّثنا أحمد بن حازم ، حدّثنا عاصم بن يوسف اليربوعي عن سفيان بن إبراهيم الحريري عن أبيه عن أبي صادق قال : قال عليّ صلوات الله عليه : «أصول الإسلام ثلاثة لا ينفع واحدة منهن دون
__________________
(١) المناقب : ٢٦٤ ، ح ٢٤٦.