ومهما يكن فإنّ كتاب (الموضح عن جهة إعجاز القرآن أو الصّرفة) هو عمل علميّ كبير دالّ على تخصّص مؤلّفه وعلى قدرته الكلاميّة وطاقته الأدبيّة الرفيعة وإلمامه الواسع باللغة والأدب والتاريخ وأساليب البيان.
والكتاب يهيّئ لدراسي الإعجاز ومؤرّخي علوم القرآن فرصة جديدة للتعرّف على أثر مهم طالما أنسي وأغفل ، إذ كان في عداد المفقود من مؤلّفات الشريف المرتضى. ولم يكن أحد يعلم أنّه كان قابعا أجيالا طويلة في زاوية من زوايا خزانة مخطوطات المكتبة المركزيّة في الآستانة الرضويّة في مدينة مشهد المقدّسة ، حتّى قيّض الله تعالى من وجده ولم يمنعه السّقط الذي كان في أوّله من التعرّف عليه.
ثمّ كان هذا المسعى لإخراج الكتاب لأوّل مرّة على يد الفاضل المحقّق سماحة حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ محمّد رضا الأنصاريّ القمّيّ الذي بذل جهدا علميّا مشكورا في القيام بأعباء التحقيق والتقديم للكتاب. وتولّى مجمع البحوث الإسلاميّة في الآستانة الرّضويّة المقدّسة إخراجه ليطّلع عليه المعنيّون بالقرآن وبدراسات الإعجاز فيه ، وليكون ذلك مقدّمة لإنتاج دراسات حوله تناسب موقعه في تاريخ حركة التأليف في إعجاز القرآن الكريم.
|
مجمع البحوث الإسلاميّة قسم الكلام والفلسفة عليّ البصريّ |