مع عمّه ، فانكسر وولّى ، والمصريّون منهزمين ، وكان بعضهم مخامرين وتخاذلوا عنه. فاضطرّ إلى أن ترك مصر ، وتعوّض بميّافارقين ، وحاني (١) ، وسميساط. ودخل العادل القاهرة في الحادي والعشرين من ربيع الآخر. واجتمع به الأفضل ، ثمّ سافر إلى صرخد (٢).
[ملك العادل الديار المصرية]
ثمّ طلب العادل ابنه الكامل ، وملك الدّيار المصريّة ، وجعل ابنه الكامل نائبا عنه ، فناب عنه قريبا من عشرين سنة ، ثمّ استقلّ بالملك بعده عشرين سنة وأشهرا (٣).
وأنبأنا ابن البزوريّ قال : في ربيع الآخر التقى عسكر العادل وعسكر الأفضل ، فانهزم عسكر الأفضل وهو إلى القاهرة ، فساق العادل ونزل محاصرا القاهرة ، فأرسل الأفضل إلى عمّه يقنع منه ببعض بلاده ، فقال للعادل : أريد دمشق ، فلم يجبه. ثمّ آل الأمر إلى أن رضي بميّافارقين وخرج من مصر ، ودخلها العادل فعمل أتابكيّة الملك المنصور عليّ بن العزيز ، ثمّ لم يبرح يتلطّف ويتألّف الأمراء إلى أن ملك الدّيار المصريّة ، وخطب لنفسه وقال : هذا صبيّ يحتاج إلى المكتب. ثمّ قطع خطبة الصّبيّ (٤).
__________________
(١) حاني : مدينة معروفة بديار بكر ، فيها معدن الحديد (معجم البلدان ٢ / ١٨٨).
(٢) الكامل في التاريخ ١٢ / ١٥٥ ، ١٥٦ ، مفرّج الكروب ٣ / ١٠٨ ، ١٠٩ ، زبدة الحلب ٣ / ١٤٦ ، ١٤٧ ، التاريخ المنصوري ١١ ، تاريخ الزمان ٢٣٢ ، تاريخ مختصر الدول ٢٢٥ ، الدرّ المطلوب ١٤٠ ، ١٤١ ، العسجد المسبوك ٢٥٤ ، دول الإسلام ٢ / ٢٠٥ ، مرآة الجنان ٣ / ٤٨٤ ، البداية والنهاية ١٣ / ٢١ ، ٢٢ ، تاريخ ابن خلدون ٥ / ٣٣٧ ، المختصر ٣ / ٩٧ ، ٩٧ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ١١٥ ، السلوك ج ١ ق ١ / ١٥٠ ، ١٥١ ، النجوم الزاهرة ٦ / ١٤٩ ـ ١٥١ ، شفاء القلوب ٢٠٧ ـ ٢١٠ ، تاريخ ابن سباط ١ / ٢٢٧ ، ٢٢٨ ، تاريخ ابن الفرات ج ٤ ق ٢ / ١٧٢ ـ ١٧٤.
(٣) الكامل في التاريخ ١٢ / ١٥٥ ، مفرّج الكروب ٣ / ١١٤ ، المختصر ٣ / ٩٨ ، التاريخ المنصوري ١٣ ، تاريخ ابن سباط ١ / ٢٢٩.
(٤) تاريخ ابن الفرات ج ٤ ق ٢ / ١٧٦ ، ١٧٧.