[وصول رسول الملثّمين إلى بغداد]
وفيها قدم بغداد من المغرب رسول الملثّمة من مخدومه إسحاق بن يحيى بن إسحاق بن غانية الملثّم المايرقيّ الخارج على بني عبد المؤمن ، فتلقّى بالموكب الشّريف ، وأخبر أنّ مرسلة أقام الدّعوة للخليفة ببلاده بلاد المغرب (١).
أنبأني ابن البزوريّ قال : أخبرت أنّ الرسول المذكور كان ملثّما لا يظهر منه سوى عينيه. وأقام ببغداد أيّاما ، وأعطي لواء أسود وخلعا ، وأعيد إلى مرسلة.
[الحجّ العراقي]
وحجّ من العراق بالنّاس سنقر النّاصريّ ، ويعرف بوجه السّبع.
[حضور الملك الكامل إلى مصر]
ولمّا تمكّن السّلطان الملك العادل سيف الدّين أبو بكر من مملكة مصر سيّر الأميرين علم الدّين كرجيّ الأسديّ ، وأسد الدّين سراسنقر ليحضرا ولده الملك الكامل ، فدخل الكامل إلى القاهرة في أواخر رمضان من السّنة (٢). وخرج العادل بأمراء الدّولة المصريّة بأن يبرزوا معه ليسيروا إلى خلاط ، وحثّهم على ذلك.
[سلطنة الكامل على مصر]
فلمّا كان سابع عشر شوّال ركب بالسّناجق والسّيوف المجذّبة في الدّست ، فلم يجسر أحد من الأمراء أن ينطق. وأمر الخطباء فخطبوا باسمه كما ذكرنا. ثمّ لم يلبث إلّا أيّاما يسيرة حتّى سلطن ولده الملك الكامل على الدّيار المصريّة (٣).
__________________
(١) المختار من تاريخ ابن الجزري ٧٣ ، البداية والنهاية ١٣ / ٢٣ ، العسجد المسبوك ٢ / ٢٥٤.
(٢) تاريخ ابن الفرات ج ٤ ق ٢ / ١٧٨ ، ١٧٩.
(٣) انظر : مفرّج الكروب ٣ / ١١٢ ، ١١٣ ، ومرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٤٧١.