الفصل الأوّل
معنى الضروري في كلمات فقهائنا
لا يخفى أنّ هذا العنوان لم يرد في شيء من الأدلّة ـ كما سيظهر من خلال البحث ـ ، كما أنّه لم يرد في كلمات المتقدّمين من الفقهاء.
نعم ورد في كلمات المتأخّرين منهم كالمحقّق والعلاّمة (١) والشهيدين (٢) ومن تأخّر عنهم (٣).
قال المحقّق العاملي في مفتاح الكرامة : «ويدخل في الكافر كلّ من أنكر ضروريّاً من ضروريّات الدين قال في التحرير : الكافر كلّ من جحد ما يعلم من الدين ضرورة سواء كانوا حربيّين أو أهل كتاب أو مرتدّين وكذا النواصب والغلاة والخوارج ومثله في الشرايع ونهاية الأحكام والإرشاد والذكرى والتذكرة والروض والروضة والحاشية الميسية وغيرها» (٤). ومنه يظهر صحة ما تقدّم من عدم ذكر هذه المسألة في كلمات الفقهاء المتقدّمين وإلاّ لتعرّض لذلك في مفتاح الكرامة كما جرت عادته في كتابه من استقصاء كلمات وآراء جميع الفقهاء الذين يمكن معرفة آرائهم. مضافاً إلى أنّنا راجعنا ما أمكن مراجعته من كتب فقهائنا القدماء فلم نجد لهذه المسألة ذكراً فيها.
وقال المحقّق في الشرايع : «الكافر وضابطه من خرج عن الإسلام أو
__________________
(١) تحرير الأحكام ١/١٥٨.
(٢) ذكرى الشيعة ١ / ١١٥ ، شرح اللمعة ١ / ٤٩.
(٣) جامع المقاصد ١ / ٣٦٤ و ٤٠٤ ، مجمع الفائدة والبرهان ٧ / ٥٢٤.
(٤) مفتاح الكرامة ١ / ٢٤٥.