اهتمام الشارع به اهتماماً كبيراً يظهر من خلال التأكيد عليه.
قيام الأدلّة الواضحة عليه (القرآن ، السنّة) من جهة السند والدلالة.
دلالة الأدلّة على كون الشيء من ركائز الدين وشعائره وأنّ المسلم لا يكون مسلماً إلا إذا اعترف به وأقرَّ به.
اتفاق الأدلّة وعدم وجود المعارض.
اتفاق آراء العلماء وعدم وجود مخالف.
اتساع دائرة نشر المعارف الدينية والترويج لها بمختلف الوسائل وشيوعها بين المسلمين .... الخ.
وهذه الأمور كلاًّ أو بعضاً توجب ارتكاز الثبوت في أذهان المسلمين بحيث يصير الشيء ضروري الثبوت عندهم ولا يحتاج إثبات كونه من الدين إلى أي برهان ودليل وإن لم يكن كذلك سابقاً.
وهذا ما يفسّر لنا ظاهرة أنّ بعض الأمور الضرورية في زمان الأئمة عليهمالسلام لم تكن كذلك في زمان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فإنّ زمانه زمان بيان هذه المعارف وتعليمها للمسلمين ومن هذه المرحلة لا تصل هذه المعارف غالباً إلى حدّ الضرورة.
نعم بمرور الزمان وتقادم العهد تترسّخ بعض هذه المعارف في أذهان المتشرّعة لأسباب عديدة حتى تصل إلى ذلك الحدّ ، وهذا يكون عادة في زمان الأئمة عليهمالسلام ، بل يمكن فرض أنّ بعض الضروريّات في هذا الزمان قد لا تكون كذلك في زمان الأئمة عليهمالسلام ، فضلاً عن زمان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وذلك إذا لاحظنا أمرين :
١ ـ كون بيان الأحكام تدريجيّاً.