مشرك» (١).
وهي تامّة سنداً فإنّ الضمير في (عنه) المصدّر به السند يعود إلى ابن أبي عمير الموجود في سند الرواية قبلها ومعناه أنّ الشيخ الكليني يرويها عن ، علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن الخطّاب بن مسلمة وأبان ، عن الفضيل والظاهر أنّ كلّ رجال السند ثقات ، والمراد بأبان في السند أبان بن عثمان ؛ لأنّ أبان عند الإطلاق يراد به ابن عثمان هذا أو ابن تغلب ، والمتعيّن هو الأول ؛ لأنّ أبان بن تغلب لا يروي عن الفضيل عادة بل الذي يروي عنه هو أبان بن عثمان كما يظهر من ملاحظة الروايات ، وبناء عليه يكون المراد بالفضيل هو ابن يسار الثقة ؛ لأنّ أبان بن عثمان يروي عنه بهذا العنوان كثيراً ، بل لا يبعد انصراف الفضيل في هذه الطبقة إلى ابن يسار ؛ لأنّه المعروف وصاحب كتاب رواه عنه جماعة وعدّه الشيخ المفيد في رسالته العددية من فقهاء الإسلام والرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام (٢).
وعليه فالظاهر اعتبار الرواية سنداً.
وأمّا دلالتها على كفر الخوارج فباعتبار أنّ الحروريّة فرقة من الخوارج تنسب إلى حروراء قرية قرب الكوفة كان أوّل اجتماعهم بها. وظاهر الرواية أنّ قول الإمام عليهالسلام : «إي والله مشرك» تقرير لقول الفضيل : «كافر» فإنّ الفضيل بعد أن عرف مذهب الرجل وأنّه خارجي حكم عليه بالكفر والإمام عليهالسلام أقرّه على ذلك وأضاف أنّه مشرك أي أنّ كفره مجامع للشرك. ويؤيّد ذلك ما ذكره العلامة المجلسي في مرآة العقول من أنّ الموجود في
__________________
(١) الكافي ٢ / ٣٨٧ ح ١٤.
(٢) الرسالة العددية(أو الردّ على أهل العدد والرؤية) : ٩ / ٢٥.