المنهج العلمي عن غيره من المناهج هو تطوّر الفرضيّات الأُصولية إلى نظريّات شرعية عقلائية تتطابق مع (نظرية المعرفة) بمعناها الشامل ، وتنسجم مع النظرة الشرعية في الالتزام والتكليف للفرد والجماعة.
تطوّر الفرضية الأُصولية :
ولنضرب مثالاً على تطوّر الفرضية الأُصولية إلى نظرية ، ففي مبحث (الصحيح والأعمّ) في العبادات فرضيّتان :
الفرضية الأولى : إنّ أسماء العبادات وُضعت للصحيح واُستدلّ على ذلك بالتبادر ، وصحّة السلب ، وما ورد عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) : «لا صلاة إلاّ بفاتحة الكتاب» (١) ، و «الصلاة معراج المؤمن وعمود الدين» (٢).
الفرضية الثانية : إنّ أسماء العبادات وضعت للأعمّ (وهو الصحيح والفاسد) ، واُستدلّ على ذلك بالتبادر ، وعدم صحّة السلب ، وصحّة التقسيم إلى الصحيحة والفاسدة ، وقوله عليهالسلام : «دعي الصلاة أيّام إقرائك» (٣) فأطلق الإمام المعصوم عليهالسلام على الفاسدة اسم الصلاة ، وقوله عليهالسلام في صحيحة زرارة : «بُني الإسلامُ على خمس : الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية ولم ينادِ أحدٌ بشيء كما نودي بالولاية فأخذ الناس بأربع وتركوا هذه ، فلو أن أحداً صام نهاره وقام ليله ومات بغير ولاية ، لا يقبل له صوم ولا صلاة» (٤) فإنّه عليهالسلام أطلق أسماء العبادات على الفاسدة بناءً على فساد العبادة
__________________
(١) مستدرك الوسائل ٤ / ١٥٨ ح ٥.
(٢) اعتقادات المجلسي : ٢٩ وثواب الأعمال : ٤٤ ح ٦٠.
(٣) غوالي اللئالي ٢ / ٢٠٧ ح ١٢٤.
(٤) الكافي ٢ / ١٨ ح ٥.