النبوّة (١) ، وتعرّفنا على قرب منزلتهم عند الله تبارك وتعالى ، حتّى أخذت هذه الآيات تصرّح في حبِّهم جهاراً ، وتجعل هذا الحبّ والولاءَ فرضاً لازماً على الأُمّةِ بأسرها ، وذلك في قوله تبارك وتعالى مخاطباً نبيّه المبعوث بالحقِّ محمّـد بن عبـد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (قُل لاَ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) (٢).
وكم من موقف كريم لهم عليهم الصلاة والسلام نزل به الوحي حاملاً رسالة ربِّه فيهم لتكون آيةً تتلى آناء الليل وأطراف النهار ، فيتقرّب المؤمنون بتلاوتها إلى الله زلفى ، إذ جعلهم الوسيلة إليه من بين خلقه وحججاً على عبادِهِ.
وكم مرة وقف نبيّ الرحمة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يشيِّدُ بذكرهم ويدلُّ الأُمّة عليهم ، فيجعلهم والقرآن سواءً ، وأنّهما حبلان ممدودان من السماء إلى الأرض ، وأنّ نجاة هذه الأُمّة بالتمسّك بهما ، وأنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) سائلهم يوم القيامة عنهما كيف خلّفوه فيهما من بعـده (٣)؟
وكم أشار القرآن الكريم في طيِّ آياته البيِّنة على أنّ الله تبارك وتعالى جعل شرف رسالة السماء في بيوت الأنبياء وأبناء الأنبياء وسلالتهم الطيِّبة الطاهرة في حملها بعد النبي وتبليغها ، وتبيين معارفها وأحكامها ، ونشر قيمها ومناهجها الإلهيّة الحقّةِ بين الناس (٤).
__________________
(١) «آية التطهير» سورة الأحزاب ٣٣ : ٣٣. وقد نزلت في النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام. انظر : فضائل الخمسة ١ / ٢٧٠.
(٢) سورة الشورى ٤٢ : ٢٣. وإن آية المودّة نزلت في قربى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهم عليٌّ وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام انظر : فضائل الخمسة ١ / ٣٠٦ ـ ٣١١.
(٣) انظر : فضائل الخمسة ٢ / ٥٢ ـ ٦٣.
(٤) انظر سور : البقرة ٢ : ١٢٤ و ١٣٢ ، مريم ١٩ : ٥ و ٦ ، والأنعام ٦ : ٨٣ ـ ٩٠.