ولكن أين أصبحت معاني ومصاديق هذه الآيات في أُمّة الهادي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)؟! وكيف أخذوا بها وعملوا بها من بعده (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!
وأين أصبحت مواقف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكلماته القيّمة في عترته الطيّبة الطاهرة؟!
وأين أصبحت مواقفهم المشرّفة عليهم السلام التي نزلت بها آيات الكتاب الكريم والتي اعترف بها المخالف والمؤالف لهم؟!
وأين أصبحت مودّتهم في أُمّة نبيِّهم (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ ومناقبهم الكريمة التي فضّلهم الله بها على سائر خلقه ، والتي ملأت بطون الكتب في شتّى مذاهبها ومشاربها ، والتي لا زالت مندرسةً قد نام عليها الغبار ، لا يعتنى بها ، مهجورةً ، ممنوعةً في كثير من بلادنا الاسلاميّة؟!
وعندما نقرأ التاريخ الاسلاميّ نراه مفعماً بالحوادث والاضطرابات التي عمّت البلاد ومزّقت أمة الاسلام شرّ ممزّق ، ولم تبالي بالقتل الذريع ، وهتك الحرمات ، وإشاعة الفساد ، وتغيير أحكام الله والقيم التي جاءت بها السماء لتخرجنا من الظلمات إلى النّور ..
أو ليس النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) نبيٌّ رحمة للعالمين؟!
أو ليس دينه نعمةً من الله منَّ بها على عباده ، فأنقذهم من شفا جرف الهلكات؟!
أو ليس الله تبارك وتعالى وضّح لنا معالم ديننا ، وأمر نبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يبيّن ذلك للأُمّة في جميع شؤونها وكلّ ما يهمّها من دينها ودنياها ، وذلك في العديد من آياته المباركة الجلية؟!
ولماذا يفاجئنا التاريخ بأخبار تُذهلُ العقولَ دهشةً؟!
وذلك لمّا أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من حولَه من الصحابة ، في مرضه