الذي انتقل به إلى الرفيق الأعلى ، أن يأتوه بلوح ودواة ، ليكتب لهم كتاباً ويوصيهم بوصيّة لن يضلّوا بعدها أبدا ، فاختلف الصحابة فيما بينهم حتّى قال قائلهم ـ وقيل إنّه عمر ـ وفي بعض المصادر ـ قال رجل ـ (حسبنا كتاب الله) و (إنّ الرجلَ ليهجر) (١) فكيف اجترأ ذاك القائل على الله ورسوله ، وذلك في حضرة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!
والله ورسوله أعلم بمن قال هذه المقالة التي لا زالت الأقلام تغيّر في ألفاظها ومعانيها وتبرّر لها!
ولماذا تركوا تجهيز رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وذهبوا مسارعين إلى سقيفة بني ساعدة (٢)؟!
ولماذا اعتُدي على أهل بيت النبوّة ، فهجموا على دار الزهراء عليهاالسلام وأحرقوا الباب بالنار (٣) ، و... جرت أمورٌ يتصدّع لها قلب كلِّ مؤمن توقّد قلبه بحب نبيِّه وآله الأطهار ، وعرف منزلتهم ومكانتهم من الله عزّ وجلّ؟!
ولماذا قتل الحسين بن علي عليهماالسلام مع أنصاره من أهل بيته وأصحابه
__________________
(٥) صحيح مسلم ٣ / ١٢٥٧ ـ ١٢٥٩ ح ٢٠ ، ٢١ و ٢٢.
مسند أحمد ١ / ٣٣٦. المصنّف ٥ / ٤٣٨ ح ٩٧٥٧.
(٦) انظر : العقد الفريد ٤ / ٢٥٨ ; وجاء فيه : «فبايع الناس أبا بكر ، وأتو به المسجد يبايعونه ، فسمع العبّاس وعليٌّ التكبير في المسجد ، ولم يفرغوا من غسل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقال عليٌّ : ما هذا؟
قال العبّاس : ما رُئي مثل هذا قطّ ، أما قلت لك!
وانظر : كتاب السقيفة والخلافة : ٢٠٠. للكاتب المصري عبـد الفتاح مقصود ، حيث قال : «ودع آل محمّـد من هذا التقسيم. فلقد غفلوا تماماً عن حركة أبي بكر ، ثمّ تعفّفوا أيضاً عن المشاركة في معركة الاستخلاف ، تسامياً بأنفسهم عن منازعة الناس سلطان محمّـد وهو بعد جسد مسجّى لم يجهّزوه لمثواه ...».
(٧) العقد الفريد ٤ / ٢٥٩ و ٢٦٠.