في كربلاء (١) ، ذلك القتل الذي يكشف وينبئ عن أحقاد وأضغان أمويّة ، مكنونة في صدور بني أميّة وأنصارهم من المنافقين الذين أرادوا دحر رسالة السماء والانتقام من رسول الاسلام محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!
هذا والحسين عليهالسلام سبط الرسول ومن ترعرع في حجرِه وغذي من لعابه الشريف (صلى الله عليه وآله وسلم) (٢)؟!
وكيف تحوّل ذاك الحبُّ وتلك المودّة التي أمر الله بها نبيّه ان يبلَّغها الناس إلى بغضهم وعداوتهم وقتلهم ومنع ذكر فضائلهم ومحاربة كلِّ من يتودّد إليهم حتّى صار من لا معرفة له بهم من الناس يتقرّب إلى الله بسبِّهم والبراءة منهم عليهمالسلام؟!
وكيف صار الصحابة عظماءُ الاسلام وصار أهل بيت النبوّةِ ومن نزل الوحي في بيتهم لا ترعى لهم حرمة في أُمّة أبيهم وجدِّهم الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وصار أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام يسبّ على منابر بني أُميَّة طيلة ثمانين عاماً ولم تأخذهم فيما فعلوا لومة لائم (٣)؟!
أو ليس علي عليهالسلام أوّل القوم إسلاماً وإيماناً بالله ورسوله (٤)؟!
أو ليس علي أخا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وصهره على ابنته فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين وأبا السبطين الحسن والحسين عليهمالسلام (٥)؟!
__________________
(١) فضائل الخمسة ٣ / ٣٣٦ ، باب أنّ جبرئيل عليهالسلام أخبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بقتل الحسين عليهالسلام.
(٢) فضائل الخمسة ٣ / ٣١٧ ـ ٣٢٥.
(٣) الكامل في التاريخ ٤ / ٩٨.
(٤) فضائل الخمسة ١ / ٢٢٦ ، باب في أنّ عليّاً أوّل من آمن بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم). و ٢ / ١٤٧ ، تزويج علي من فاطمة عليهماالسلام.
(٥) فضائل الخمسة ١ / ٢٦٥ ، باب في أنّ عليّاً عليهالسلام أخو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).