وزيد بن ثابت لجمع القرآن من العُسُـب (١) ، والـرِّقاع (٢) ، واللِخاف (٣) ، ومن صدور الناس بشـرط أن يشـهد شـاهدان على أنّـه من القرآن.
وقد صُرّح بجميع ذلك في عدّة من الروايات ..
والعادة تقضي بفوات شيء منه على المتصدّي لذلك إذا كان غير معصوم ، كما هو مشـاهد في مَن يتصدّى لجمع شعر شاعر واحد أو أكـثر ، إذا كان هذا الشـعر متفـرّقاً.
وهذا الحكم قطعي بمقتضى العادة ، ولا أقلّ من احتمال وقوع التحريف ، فإنّ من المحتمل عدم إمكان إقامة شاهدين على بعض ما سُمع
__________________
واليمامـة : في الإقليم الثاني ، طولها من جهة المغرب إحدى وسـبعون درجة وخمس وأربعون دقيقة ، وعرضها من جهة الجنوب إحدى وعشرون درجة وثلاثون دقيقة ، وفي كتاب «العزيز» : إنّها في الإقليم الثالث ، وعرضها خمس وثلاثون درجة ، وكان فَـتْحُها وقَـتْـلُ مسيلمة الكذّاب في أيّام أبي بكر سنة ١٢ للهجرة ، وفَـتَـحَها خالد بن الوليد عنوة ثمّ صولحوا ، وهي معدودة من نجد ، وقاعدتها حَجْر ، وتسمّى اليمامةُ : جَـوّاً ، والعَروض ـ بفتح العين ـ ، وكان اسمها قديماً : جَـوّاً ، فسمّيت اليمامةُ باليمامةِ بنت سهم بن طسم ، قال أهل السِـيَر : كانت منازل طَسم وحديـس اليمامة ، وكانت تُدعى : جَـوّاً.
انظر: معجم البلدان ٥ / ٥٠٥ رقم ١٢٩٠٧.
(١) العَسِـيب : جريدة النخل ، إذا نُحِّيَ عنه خوصه ، والعَسـيبُ من السَّعفِ : فُوَيْقَ الكَـرَب ، لم ينبت عليه الخوص ، وما نبت عليه الخوص فهو السـعف.
انظر : لسـان العرب ٩ / ١٩٧ ـ ١٩٨ مادّة «عسـب».
(٢) الـرِّقاع : جمع الرُّقعة التي تُكـتب ، وفي الحديث : يجيء أحدُكم يوم القيامة على رقبته رقاع تخفِق ؛ أراد بالـرِّقاع ما عليه من الحقوق المكـتوبة في الرقاع ؛ والـرُّقعة : الخـرقـة.
انظر : لسـان العرب ٥ / ٢٨٥ مادّة «رقع».
(٣) اللخاف : حجارة بيض عريضة رقاق ، واحدتها : لَـخْـفة.
انظر : لسـان العرب ١٢ / ٢٦١ مادّة «لخف».