صدر أبي بكر وعمر ، فتتبّعت القرآن أجمعه من العسـب ، واللخاف ، وصدور الرجال ، حتّى وجدت آخر سـورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري ، لم أجدها مع أحد غيره : (لقد جاءكم رسـول من أنفسـكم عزيز عليه ما عنتّم حريصٌ عليكـم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم * فإن تولّوا فقل حسـبي الله لا إله إلاّ هو عليه توكّلت وهو ربّ العرش العظيم) (١) حتّى خاتمة براءة.
فكانت الصحف عند أبي بكر حتّى توفّـاه الله ، ثمّ عند عمر حياته ، ثمّ عند حفصة بنت عمر» (٢).
٢ ـ وروى ابن شـهاب ، أنّ أنس بن مالك حدّثه :
«إنّ حذيفة بن اليمان قدم على عثمان ، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق ، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة ، فقال حذيفة لعثمان : يا أمير المؤمنين! أدرك هذه الأُمّة قبل أن يختلفوا في الكـتاب اختلاف اليهود والنصارى.
فأرسـل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسـخها في المصاحف ، ثمّ نردّها إليك.
__________________
(١) سـورة التوبة ٩ : ١٢٨ و ١٢٩.
(٢) صحيح البخاري ، باب جمع القرآن ج ٦ ص ٩٨ [٦ / ٣١٤ ح ٨]. منـه قدسسره.
وانظر : صحيح البخاري ٦ / ١٣٦ ح ١٩٩ وج ٨ / ١٣٤ ح ٥١ ، مسـند أحمد ١ / ١٣ ، السـنن الكبرى ـ للبيهقي ـ ٢ / ٤١ ، مسـند أبي داود الطيالسي : ٣ ، جزء أشـيب ـ للأشـيب البغدادي ـ : ٧٠ ، السـنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ٧ ح ٧٩٩٥ ، مسـند أبي يعلى ١ / ٧٢ ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان ٧ / ١٨ ح ٤٤٨٩ ، المصاحف ـ للسجسـتاني ـ : ١٢ ـ ١٥.
وراجع : منتخب كنز العمّال بهامش مسـند أحمد ٢ / ٤٣ ـ ٤٤ ، كـنز العمّال ٢ / ٥٧١ ح ٤٧٥١.