هذا مالك بن أنس جدّ مالك بن أنس ـ قال : كـنت في من أُملي عليهم ، فربّما اختلفوا في الآية فيذكرون الرجل قد تلقّاها من رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ولعلّه أن يكون غائباً أو في بعض البوادي ، فيكـتبون ما قبلها وما بعدها ، ويدعون موضعها ، حتّى يجيء أو يُرسل إليه ، فلمّا فرغ من المصحف ، كـتب إلى أهل الأمصار : إنّي قد صنعت كـذا وصنعت كـذا ، ومحوت ما عندي ، فامحوا ما عندكم» (١).
١٥ ـ وروى مصعب بن سـعد ، قال :
«قام عثمان يخطب الناس ، فقال : أيّها الناس! عهدكم بنبيّـكم منذ ثلاث عشرة وأنتم تمترون في القرآن ، تقولون : قراءة أُبَيّ ، وقراءة عبـد الله ، يقول الرجل : والله ما تقيم قراءتك ؛ فأعزم على كلّ رجل منكم كان معه من كـتاب الله شيء لمّا جاء به!
فكان الرجل يجيء بالورقة والأديم فيه القرآن ، حتّى جمع من ذلك كـثرة.
ثـمّ دخـل عثمان ودعـاهم رجـلا رجـلا ، فناشـدهم : لسـمعت رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو أمله عليك؟ فيقول : نعم.
فلمّا فرغ من ذلك عثمان ، قال : مَن أكـتب الناس؟
قالوا : كاتب رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) زيد بن ثابت.
قال : فأيّ الناس أعرب؟
قالوا : سـعيد بن العاص.
__________________
(١) تفسـير الطبري ١ / ٤٩ ـ ٥٠ ، المصحاف ـ للسـجسـتاني ـ : ٢٨ ـ ٢٩.
وراجع : منتخب كـنز العمّال بهامش مسـند أحمد ٢ / ٤٩ ـ ٥٠ ، كـنز العمّال ٢ / ٥٨٢ ح ٤٧٧٦.