فقال : من أكـتب الناس؟
فقيل : زيد بن ثابت.
قال : فليملِ سـعيد وليكـتبْ زيد!
فكـتبوا مصاحف أربعة ، فأنفذ مصحفاً منها إلى الكـوفة ، ومصحفاً إلى البصرة ، ومصحفاً إلى الشـام ، ومصحفاً إلى الحجاز» (١).
١٣ ـ وروى عبـد الله بن فضالة ، قال :
«لمّا أراد عمر أن يكـتب الإمامَ (٢) ، أقعد له نفراً من أصحابه ، وقال : إذا اختلفتم في اللغة فاكـتبوها بلغة مضر ، فإنّ القرآن نزل على رجل من مضـر» (٣).
١٤ ـ وروى أبو قلابة ، قال :
«لمّا كان في خلافة عثمان جعل المعلّم يعلّم قراءة الرجل ، والمعلّم يعلّم قراءة الرجل ، فجعل الغلمان يلتقون ويختلفون ، حتّى ارتفع ذلك إلى المعلّمين ، حتّى كـفر بعضهم بقراءة بعض ، فبلغ ذلك عثمان فقام خطيباً ، فقال : أنتم عندي تختلفون وتلحنون ، فمن نأى عنّي من الأمصار أشـدّ اختلافاً ، وأشـدّ لحناً ، فاجتمعوا يا أصحاب محمّـد فاكـتبوا للناس إماماً!
قال أبو قلابة : فحدّثني مالك بن أنس ـ قال أبو بكـر بن أبي داود :
__________________
(١) منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد ٢ / ٤٧ ، كنز العمّال ٢ / ٥٧٨ ح ٤٧٦٧.
(٢) الإمام : ما ائتُمَّ به من رئيـس وغيره ، وإمامُ كلّ شيء : قَـيِّـمُـهُ والمصلح له.
انظر : لسان العرب ١ / ٢١٤ مادّة «أمم».
وهو هنا كـناية عن القرآن الكريم ، ولم أجده في ما أُطلق على القرآن من أسام.
(٣) المصاحف ـ للسـجسـتاني ـ : ١٧.
وراجع : منتخب كـنز العمّال بهامش مسـند أحمد ٢ / ٤٦ ، كـنز العمّال ٢ / ٥٧٥ ح ٤٧٦٠.