[معارضتها للكـتاب]
٣ ـ تعارض أحاديث الجمع مع الكـتاب :
إنّ هذه الروايات معارضة بالكـتاب ، فإنّ كـثيراً من آيات الكـتاب الكريمة دالّة على أنّ سـور القرآن كانت متميّزة في الخارج بعضها عن بعض ، وإنّ السـور كانت منتشـرة بين الناس ، حتّى المشركين وأهل الكـتاب ، فإنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قد تحدّى الكـفّار والمشركين على الإتيان بمثل القرآن (١) ، وبعشـر سـور مثله مفتريات (٢) ، وبسـورة من مثله (٣).
ومعنى هذا : إنّ سـور القرآن كانت في متناول أيديهم ، وقد أُطلق لفظ الكتاب على القرآن في كثير من آياته الكريمة ، وفي قول النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : «إنّي تارك فيكم الـثِّـقْـلَين : كـتاب الله ، وعترتي» (٤) ، وفي هذا دلالة
__________________
(١) إشـارة إلى قوله تعالى : (قل لئن اجتمعت الإنـس والجنُّ على أن يأتوا بمثلِ هذا القرآنِ لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً) سورة الإسراء ١٧ : ٨٨.
(٢) إشـارة إلى قوله تعالى : (أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشـر سـور مثله مفتريات وادعوا من اسـتطعتم من دون الله إن كـنتم صادقين) سـورة هود ١١ : ١٣.
(٣) إشـارة إلى قوله تعالى : (أم يقولون افتراه قل فأتوا بسـورة مثله وادعوا من اسـتطعتم من دون الله إن كـنتم صادقين) سـورة يونس ١٠ : ٣٨.
(٤) انظر : مسند أحمد ٣ / ١٤ و ١٧ و ٢٦ و ٥٩ وج ٤ / ٣٦٧ و ٣٧١ ، فضائل الصحابة ـ لأحمد ـ ١ / ٢١١ ح ١٧٠ وج ٢ / ٧٠٨ ح ٩٦٨ وص ٧٢٣ ح ٩٩٠ وص ٧٤٧ ح ١٠٣٢ وص ٩٧٨ ح ١٣٨٢ و ١٣٨٣ وص ٩٨٨ ح ١٤٠٣ ، الجمع بين الصحيحين ـ للحميدي ـ ١ / ٥١٥ ح ٨٤١ ، سنن الترمذي ٥ / ٦٢١ ـ ٦٢٢ ح ٣٧٨٦ و ٣٧٨٨ ، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ٤٥ ح ٨١٤٨ وص ١٣٠ ح ٨٤٦٤ ، سنن الدارمي ٢ / ٢٩٢ ح ٣٣١١ ، مسند البزّار ٣ / ٨٩ ح ٨٦٤ ، مسـند أبي يعلى ٢ / ٢٩٧