النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ على كـثرتهم ، وتفـرّقهم في البلاد ـ ، ويسـتعلم أحوالهم ؛ ليمكـنه أن يحصر الجامعين للقرآن في أربعـة؟!
وهذه الدعوى تخـرّصٌ بالغيب ، وقولٌ بغير علم.
وصفوة القول : إنّه مع هذه الروايات كيف يمكن أن يصدّق أنّ أبا بكر كان أوّل من جمع القرآن بعد خلافته؟!
وإذا سـلّمنا ذلك ، فلماذا أمر زيداً وعمر بجمعه من اللخاف ، والعسـب ، وصدور الرجال ، ولم يأخذه من عبـد الله ومعاذ وأُبَيّ ، وقد كانوا عند الجمع أحياء ، وقد أُمروا بأخذ القرآن منهم ، ومن سـالم؟!
نعم ، إنّ سـالماً قد قُتل في حرب اليمامة ، فلم يمكن الأخذ منه ، على أنّ زيداً نفسـه كان أحد الجامعين للقرآن على ما يظهر من هذه الرواية ، فلا حاجة إلى التفحّص والسـؤال من غيره ، بعد أن كان شـابّـاً عاقلا غير متّهم ، كـما يقول أبو بكر!
أضف إلى جميع ذلك ، أنّ أخبار الـثِّـقْـلَين المتضافرة تدلّنا على أنّ القرآن كان مجموعاً على عهد رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، على ما سـنشـير إليه.