عبـد الله بن الحارث (١) ، وكان رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يزورها ، ويسـمّيها الشـهيدة ، وكانت قد جمعت القرآن ، أنّ رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حين غزا بدراً ، قالت له : أتأذن لي فأخرج معك أُداوي جرحاكم وأُمرّض مرضاكم لعلّ الله يهدي لي شـهادة؟
قال : إنّ الله مهد لكِ شـهادة ...» (٢).
وإذا كان هذا حال النساء في جمع القرآن فكيف يكون حال الرجال ، وقد عُدّ من حفّاظ القرآن على عهد رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جمٌّ غفير؟!
قال القرطبي : «قد قُـتل يوم اليمامة سـبعون من القـرّاء ، وقُـتل في عهد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ببئر معونة مثل هذا العدد» (٣).
وقد تقـدّم في الرواية العاشرة ، أنّـه قتل من القراء يوم اليمامة
__________________
(١) هي : أُمّ ورقة بنت عبـد الله بن الحارث بن عويمر الأنصاري ، وقيل : أُمّ ورقة بنت نوفل ، وهي مشـهورة بكـنيتـها ، وكانت قد قرأت القرآن ، فاسـتأذنت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)في أن تتّخذ في دارها مؤذّناً فأذنَ لها ، فكانت تؤمّ أهل دارها حتّى غمّها غلام لها وجارية كانت دبّرتهما ، فقتلاها في خلافة عمر بن الخطّاب ، فبلغ ذلك عمر ، فقام عمر في الناس ، فقال : إنّ أُمّ ورقة غمّها غلامها وجاريتها فقتلاها ، وإنّهما هربا ؛ وأمر بطلبهما فأُدركا ، فأُتي بهما فـصُلبا ، فكانا أوّل مصلوبين بالمدينة.
انظر : الاسـتيعاب في معرفة الأصحاب ٤ / ١٩٦٥ رقم ٤٢٢٤ ، أُسـد الغابة في معرفة الصحابة ٦ / ٤٠٨ رقم ٧٦١٨ ، الإصابة في تمييز الصحابة ٨ / ٣٢١ رقم ١٢٢٩٤.
(٢) الإتقان ، النوع ٢٠ ج ١ ص ١٢٥ [١ / ٢٠٤]. منـه قدسسره.
وانظر : الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٨ / ٣٣٤ رقم ٤٦٢٤ ، مسـند أحمد ٦ / ٤٠٥ ، مسـند ابن راهويه ٥ / ٢٣٥ ، صحيح ابن خزيمة ٣ / ٨٩ ، المعجم الكـبير ٢٥ / ١٣٥ ، السـنن الكـبرى ـ للبيهقي ـ ٣ / ١٣٠.
(٣) الإتقان ، النوع ٢٠ ج ١ ص ١٢٢ [١ / ١٩٩] وقال القرطبي في تفسـيره ج ١ ص ٥٠ [١ / ٣٧] : «وقُـتل منهم (القـرّاء) في ذلك اليوم (يوم اليمامة) في ما قيل : سـبعمئة». منـه قدسسره.