أربعمئـة رجل.
على أنّ شـدّة اهتمام النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بالقرآن ، وقد كان له كـتّاب عديدون ، ولا سـيّما أنّ القرآن نزل نجوماً في مدّة ثلاث وعشـرين سـنة ، كلّ هذا يورث لنا القطع بأنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كان قد أمر بكـتابة القرآن على عهـده.
روى زيد بن ثابت ، قال : «كـنّا عند رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نؤلّف القرآن من الـرِّقاع» (١).
قال الحاكم : «هذا حديث صحيح على شرط الشـيخين ولم يخرّجاه ، وفيه الدليل الواضح أنّ القرآن إنّما جُمع على عهد رسـول الله» (٢).
وأمّا حفظ بعض سـور القرآن ، أو بعض السـورة ، فقد كان منتـشراً جدّاً ، وشـذّ أن يخلو من ذلك رجل أو امرأة من المسـلمين.
روى عبادة بن الصامت ، قال : «كان رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يُشـغَل ، فإذا قدم رجل مهاجر على رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دفعه إلى رجل منّا يعلّمه القرآن» (٣).
وروى كليب ، قال : «كـنت مع عليّ عليهالسلام فسـمع ضجّتهم في
__________________
(١) سـنن الترمذي ٥ / ٦٩٠ ح ٣٩٥٤ ، المسـتدرك على الصحيحين ٢ / ٢٤٩ ح ٢٩٠٠ وص ٦٦٨ ح ٤٢١٧ ، مصنّف ابن أبي شـيبة ٤ / ٥٨٢ ـ ٥٨٣ ح ١٤٤ وج ٧ / ٥٥٦ ب ٦١ ح ٧ ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان ١ / ١٦٣ ح ١١٤ ، المعجم الكبير ٥ / ١٥٨ ح ٤٩٣٣.
(٢) المسـتدرك ج ٢ ص ٦١١ [٢ / ٦٦٨ ذ ح ٤٢١٧]. منـه قدسسره.
(٣) مسـند أحمد ج ٥ ص ٣٢٤. منـه قدسسره.
وانظر : مسـند الشـاميّين ٣ / ٢٧٠ ح ٢٢٣٧ ، تاريخ دمشـق ١٠ / ٢٣٧ ، تهذيب الكمال ٣ / ٨٥ رقم ٦٨٥.