المسـجد يقرأون القرآن ، فقال : طوبى لهؤلاء ...» (١).
وعـن عبـادة بـن الصـامت أيضـاً : «كـان الرجـل إذا هاجـر دفعـه النبـيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى رجـل منّـا يعـلّمـه القـرآن ، وكـان يُسـمع لمسـجد رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ضجّة بتلاوة القرآن ، حتّى أمرهم رسول الله أن يخفضوا أصواتهم لئلاّ يتغالطوا» (٢).
نعم ، إنّ حفظ القرآن ـ ولو ببعضه ـ كان رائجاً بين الرجال والنسـاء من المسـلمين ، حتّى إنّ المسلمة قد تجعل مهرها تعليم سـورة من القرآن أو أكـثر (٣).
ومع هذا الاهتمام كلّه كيف يمكن أن يقال : إنّ جمع القرآن قد تأخّر إلى زمان خلافة أبي بكر ، وإنّ أبا بكر احتاج في جمع القرآن إلى شاهدين يشـهدان أنّهما سـمعا ذلك من رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!
__________________
(١) كـنز العمّال ، فضائل القرآن ، الطبعة الثانية ج ٢ ص ١٨٥ [٢ / ٢٨٨ ح ٤٠٢٥]. منـه قدسسره.
وانظر : المعجم الأوسط ٧ / ٢٦٠ ح ٧٣٠٨ ، التبيان في آداب حملة القرآن ـ لأبي زكريّـا النووي ـ : ٩٦ ، مجمع الزوائد ٧ / ١٦٦.
(٢) مناهل العرفان ص ٣٢٤ [١ / ٢٤١]. منـه قدسسره.
(٣) رواه الشـيخان وأبو داود والترمذي والنسائي. التاج ، ج ٢ ص ٣٣٢ [٢ / ٢٩٨]. منـه قدسسره.
انظر : صحيح البخاري ٧ / ٣٤ ح ٨١ ، صحيح مسـلم ٤ / ١٤٣ و ١٤٤ ، سـنن أبي داود ٢ / ٢٤٢ ـ ٢٤٣ ح ٢١١١ و ٢١١٢ ، سـنن الترمذي ٣ / ٤٢١ ح ١١١٤ ، السـنن الكبرى ـ للنسـائي ـ ٣ / ٣١٢ ح ٥٥٠٥ وص ٣١٣ ح ٥٥٠٦.