صلوات الله عليه أنّه كان بيده هذه الجماجم يحاربون من حارب ولكن محاربة منهم للطمع ، ويسالمون من سالم لذلك ، وكان من حارب لله تعالى وابتغى القربة إليه والحظوة منه قليلا ليس فيهم عدد يتكافى أهل الحرب لله ، والنزاع لأولياء الله ، واستمداد كلّ مدد وكلّ عدد وكلّ شدّة على حجج الله تعالى!
مورد آخر مناظرة مفضّلوا الانبياء على الملائكة مع مخالفيهم :
في علل الشرائع (١) : ما ذكره محمّـد بن بحر الشيباني المعروف بالرُّهني رحمهالله ، في كتابه من قول مفضّلي الأنبياء والرسل والأئمّة والحجج صلوات عليهم أجمعين على الملائكة.
قال مفضّلوا الأنبياء والرسل والحجج والأئمّة على الملائكة : إنّا نظرنا إلى جميع ما خلق الله عزّ وجلّ من شيء علا علوّاً طبعاً واختياراً ، أو عُلي به قسراً واضطراراً ، أو سفل طبعاً واختياراً ، أو سفل به قهراً واضطراراً ؛ فإذا هي ثلاثة أشياء بالإجماع : حيوان ، ونام ، وجماد وأفلاك سائرة ، وبالطبع الذي طبعها عليه صانعها دائرة ، وفيما دونها عن إرادة خالقها مؤثّرة.
وإنّهم نظروا في الأنواع الثلاثة وفي الأشياء التي هي أجناس منقسمة إلى جنس الأجناس الذي هو شيء ، إذ يعطي كلّ شيء اسمه ، قالوا : ونظرنا أيَّ الثلاثة وهو نوع لما فوقه وجنس لما تحته أنفع وأرفع ، وأيّها أدون وأوضع ؛ فوجدنا أرفع الثلاثة الحيوان ، وذلك بحقّ الحياة التي بان بها
__________________
(١) علل الشرائع ١ / ١٩ ـ ٢٧.