فقال تكلّم يا رسول الله. فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : «الناقة ناقتي والدراهم دراهم الأعرابيّ» ، فقال الأعرابي : لا ، بل الناقة ناقتي والدراهم دراهمي ، إن كان لمحمّـد شيء فليقم البيّنة.
فقال عليّ عليهالسلام : «خلّ بين الناقة وبين رسول الله (صلى الله عليه وآله)». فقال الأعرابي : ما كنت بالذي أفعل أو يقيم البيّنة (١).
قال : فدخل عليّ عليهالسلام منزله فاشتمل على قائم سيفه (٢) ثمّ أتى فقال :
«خلّ بين الناقة وبين رسول الله (صلى الله عليه وآله)» ، قال : ما كنت بالذي أفعل أو يقيم البيّنة.
قال : فضربه عليّ عليهالسلام ضربة فاجتمع أهل الحجاز على أنّه رمى برأسه ، وقال بعض أهل العراق بل قطع منه عضواً ، قال :
فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله) : «ما حملك على هذا يا عليّ؟» ،
فقال : يا رسول الله! نصدّقك على الوحي من السّماء ولا نصدّقك على أربعمئة درهم!».
باء : وروى محمّـد بن بحر الشيباني ، عن عبد الرحمن بن أحمد الذهلي ، قال : حدّثنا محمّـد بن يحيى النيسابوري ، قال : حدّثنا أبو اليمان الحكم بن نافع الحمصيّ ، قال : حدّثنا شعيب ، عن الزهريّ ، عن عبد الله ابن أحمد الذهلي قال (٣) : حدّثني عمارة بن خزيمة بن ثابت : أنّ عمّه حدّثه
__________________
(١) أو يقيم : بمعنى إلى أن يقيم.
(٢) قائم السيف وقائمته : مقبضه. (المصباح).
(٣) السند عامي ، وروى نحوه الكليني ٧ : ٤٠١ من الكافي في الموثّق كالصحيح عن معاوية بن وهب مقطوعاً ، وذكر القضية جماعة من العامّة وأشار إليه ابن قتيبة في المعارف وابن الأثير في أُسد الغابة.