وهو من أصحاب النبيّ (صلى الله عليه وآله) : أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) ابتاع فرساً من أعرابيّ فأسرع النبيّ (صلى الله عليه وآله) المشي ليقبضه ثمن فرسه ، فأبطأ الأعرابيّ ، فطفق رجال يعترضون الأعرابيّ فيساومونه بالفرس (١) ، وهم لا يشعرون أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله)ابتاعه ، حتّى زاد بعضهم الأعرابيّ في السوم على الثمن ، فنادى الأعرابي فقال : إن كنت مبتاعاً لهذا الفرس فابتعه وإلاّ بعته.
فقام النبيّ (صلى الله عليه وآله) حين سمع الأعرابي فقال : «أو ليس قد ابتعته منك؟».
فطفق الناس يلوذون بالنبيّ (صلى الله عليه وآله) وبالأعرابي وهما يتشاجران ، فقال الأعرابي : هلمّ شهيداً يشهد أنّي قد بايعتك ، ومن جاء من المسلمين قال للأعرابي : إنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) لم يكن ليقول إلاّ حقّاً ، حتّى جاء خزيمة بن ثابت فاستمع لمراجعة النبي (صلى الله عليه وآله) والأعرابي فقال خزيمة : إنّي أنا أشهد أنّك قد بايعته.
فأقبل النبي (صلى الله عليه وآله) على خزيمة فقال : «بم تَشهد؟».
قال : بتصديقك يا رسول الله.
فجعل النبي (صلى الله عليه وآله) شهادة خزيمة بن ثابت شهادتين ، وسمّاه ذا الشهادتين» (٢).
__________________
(١) المساومة : المقاولة في البيع والشراء والمجاذبة بين البائع والمشتري على السلعة وفضل ثمنها.
(٢) كتاب من لا يحضره الفقيه ٣ : ١٠٦ ـ ١٠٩. والرواية الأولى رواها السيد المرتضى في الانتصار : ٤٨٩ من دون ذكر السند ، بل قال : وروت الشيعة أيضاً عن ابن جريح عن الضحاك عن ابن عباس قال ... (وعند العلاّمة في المختلف : ٨ / ٣٨٥).