سنة ست وستمائة
[منازلة الكرج مدينة خلاط]
فيها نزلت الكرج على خلاط فضايقوها وكادوا يأخذونها ، وكان بها الأوحد ابن الملك العادل ، فقال لملك الكرج إيواني منجّمه : ما تبيت اللّيلة إلّا في قلعة خلاط. فاتّفق أنّه شرب وسكر ، وركب في جيوشه وقصد باب البلد ، فخرج إليه المسلمون ، ووقع القتال ، فعثر به فرسه فوقع ، فتكاثر عليه المسلمون ، وقتل حوله جماعة من خواصّه ، وأسر ، فما بات إلّا بالقلعة ، وهرب جيشه. وقيل : جرى ذلك في سنة سبع (١).
[حصار سنجار]
وفيها نزل السّلطان الملك العادل على سنجار بجيوش عظيمة ، وضربها بالمجانيق أشهرا ، وكاد أن يفتحها ، فأرسل الملك الظّاهر من حلب أخاه المؤيّد مسعودا إلى العادل يشفع في أهل سنجار وصاحبها قطب الدّين محمد بن زنكي بن مودود ، فلم يشفّعه. ومات المؤيّد في السّفر برأس عين ، وكرهت المشارقة مجاورة الملك العادل ، فاتّفقوا عليه مع صاحب إربل وتشفّعوا إليه ، فرحل بعد أن أخذ نصيبين والخابور ونزل حرّان ، وكانت هذه من سيّئات العادل ، يدع جهاد الفرنج ويقاتل المسلمين ، فإنّا لله (٢).
__________________
(١) انظر خبر (خلاط) في : ذيل الروضتين ٦٧ ، ومرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٥٤٠ ، ٥٤١ ، ودول الإسلام ٢ / ١١١ ، وتاريخ الخميس ٢ / ٤١٠ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ١١٣ (حوادث ٦٠٧ ه.) ومفرّج الكروب ٣ / ٢٠١ ، والدر المطلوب ١٦٩ ، ١٧٢ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ١٢٧ ، والسلوك ج ١ ق ١ / ١٧١ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ٢٤٩.
(٢) انظر خبر (سنجار) في : الكامل في التاريخ ١٢ / ٢٨٤ ، ومرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٥٤١ ،