قال أبو شامة (١) : ومن لطف الله به أن كان المجلس في داره ، ثمّ لزم بيته ، ولم تطل حياته بعدها ، ومات في صفر سنة سبع عشرة ، رمى قطعا من كبده ، وتأسّف النّاس لما جرى عليه ، وكان يحبّ أهل الخير ، ويزور الصّالحين. وبقي نوابه يحكمون بين النّاس : ابن الشّيرازيّ ، وابن سنيّ الدّولة ، وشرف الدّين ابن الموصليّ الحنفيّ ، كان يحكم بالطّرخانيّة بجيرون ، ثمّ بعد مدّة أضيف إليهم الجمال المصريّ.
وقال أبو المظفّر (٢) : كانت واقعة قبيحة ، ولقد قلت له يوما : ما فعلت هذا إلّا بصاحب الشّرع؟ ولقد وجب عليك دية القاضي ، فقال : هو أحوجني إلى هذا ، ولقد ندمت. واتّفق أنّ المعظّم بعث إلى الشّرف بن عنين ـ حين تزهّد ـ خمرا ونردا ، وقال : سبّح بهذا! فكتب إليه (٣) :
يا أيّها الملك المعظّم ، سنّة |
|
أحدثتها تبقى على الآباد |
تجري الملوك على طريقك بعدها |
|
خلع القضاة وتحفة الزهّاد (٤) |
__________________
(١) المصدر نفسه.
(٢) في : مرآة ٨ / ٦٠٥.
(٣) انظر ديوانه ٩٣.
(٤) انظر البيتين في : ذيل الروضتين ١١٨ ، ونهاية الأرب ٢٩ / ١٠٠ ، ومرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٦٠٥ / ٦٠٦ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٨٤ ، وتاريخ الخلفاء ٤٥٧.