سنة سبع عشرة وستّمائة
[كسرة بدر الدين لؤلؤ]
فيها قصد مظفّر الدّين صاحب إربل الموصل ، فخرج إليه بدر الدّين لؤلؤ ، فكسره مظفّر الدّين ، وأفلت لؤلؤ وحده ، ونازل مظفّر الدّين الموصل ، فجاء الملك الأشرف من حرّان نجدة للؤلؤ ، ثمّ وقع الصّلح (١).
[فتنة ابن المشطوب]
وفيها كانت فتنة ابن المشطوب ، لما كان المعظّم بديار مصر عام أوّل ، بلغه أنّ الملك الفائز أخاه قد اتّفق مع الأمير عماد الدّين ابن المشطوب أحد الأمراء الكبار على أخيه الكامل ، وقد استحلف للفائز العساكر. فعرف الكامل فرحل إلى أشموم ، وهمّ بالتوجّه إلى اليمن ، ويئس من البلاد ، فقال له المعظّم : لا بأس عليك ، وركب وجاء إلى خيمة ابن المشطوب ، فخرج إلى خدمته بغير خفّ ، وركب معه ، فسيّر معه ، فأبعد به ، وقال : أخي الأشرف قد طلبك فسر إليه مسرعا. فقال : ما معي غلماني ولا قماشي ، فوكّل به جماعة ، وقال : هؤلاء في خدمتك. وأعطاه نفقة خمسمائة دينار ، وقال : كلّ شيء تريد يلحقك في الحال.
فسار ، وجهّز المعظّم جميع أحواله خلفه ، ثمّ رجع إلى مخيّمه ، فجاء الكامل إليه وقبّل الأرض بين يديه.
وأمّا الفائز فخاف خوفا عظيما ، واجتاز ابن المشطوب على دمشق وحماة ، وعدّى الفرات إلى الأشرف فتلقّاه وأكرمه ، فصار يركب بالشّبّابة ، ويعمل له موكبا
__________________
(١) انظر الخبر في : الكامل في التاريخ ١٢ / ٣٣٩ ـ ٣٤١ (حوادث سنة ٦١٥ ه.) ، وزبدة الحلب ٣ / ١٨٧ ، ومفرّج الكروب ٤ / ٢٥ ـ ٢٨ ، ونهاية الأرب ٢٩ / ١٠٦ ، والعسجد المسبوك ٢ / ٣٨٠ ، ٣٨١ ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ٩١.