[عزاء ابن حمويه]
وفيها عمل عزاء شيخ الشيوخ ابن حمّويه (١) بجامع دمشق ، فتكلّم واعظ وأنشد أبيات ابن سينا :
«هبطت إليك من المحلّ الأرفع»
فأنكر القاضي الجمال المصريّ وقال : هذه الأبيات قول زنديق ، وأمره بالنّزول فتعصّب له جماعة ، فتمّم ونزل ، وسكّن المعتمد العصبيّة بعد أن جذبت سكاكين.
[عزل ابن الشيرازي]
ثمّ عزل ابن الشّيرازيّ من العزيزيّة بالآمديّ (٢).
[موت صاحب سنجار]
وفيها قتل صاحب سنجار أخاه ، فسار الملك الأشرف إليها فأخذها ، وعوّض صاحبها الرّقة ، فنزل من سنجار بأهله ، وهو آخر ملوك البيت الأتابكيّ ، ومدّة ملكهم أربع وتسعون سنة ، ومات بعد أن تسلّم الرّقة بقليل ، وانقصف شبابه ولم يمتّع بعد قتل أخيه (٣).
[وقعة البرلّس]
وفي رجب كانت وقعة البرلّس ، وكانت وقعة هائلة بين الفرنج والكامل ، قتل الكامل منهم عشرة آلاف ، وأخذ غنائمهم وخيلهم ، وانهزموا إلى دمياط (٤).
__________________
(١) هو أبو الحسن محمد بن عمر بن علي بن محمد بن حمويه الجويني. انظر ترجمته برقم (٤٨٧).
(٢) انظر : الدارس في تاريخ المدارس ١ / ٢٩٨.
(٣) انظر عن (موت صاحب سنجار) في : الكامل في التاريخ ١٢ / ٣٥٥ ، ٣٥٦ (حوادث سنة ٦١٦ ه.) ، ومفرّج الكروب ٤ / ٣١ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ١٢٢ ، وذيل الروضتين ١٢٠ ، وزبدة الحلب ٣ / ١٨٩ ، ومرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٦٠٩ ، ونهاية الأرب ٢٩ / ١٠٦ ، والسلوك ج ١ ق ١ / ٢٠٤ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ٢٦١.
(٤) خبر موقعة البرلّس في : ذيل الروضتين ١٢٢.