بسم الله الرحمن الرّحيم
[الطبقة الثانية والستون]
سنة إحدى عشرة وستّمائة
[ملك خوارزم شاه كرمان ومكران والسّند]
قال ابن الأثير (١) : فيها وصل الخبر أنّ السّلطان خوارزم شاه ملك كرمان ومكران والسّند ، وسبب ذلك أنّ من جملة أمرائه تاج الدّين أبا بكر ، الّذي أسلفنا أنّه كان جمّالا ، ثمّ سعد بأن صار سيروان السلطان ، فرأى منه جلدا وأمانة ، فقدّمه ، فقال له : ولّني مدينة زوزن. فولّاه ، فوجده ذا رأي وحزم وشجاعة ، فلما ولّاه سيّر إليه يقول : إنّ بلاد مكران مجاورة لبلدي ، فلو أضفت إليّ عسكرا لأخذتها ، فنفذ إليه جيشا فسار به إليها ، وصاحبها حرب بن محمد بن أبي الفضل ، من أولاد الملوك ، فقاتله فلم يقو به ، وأخذ أبو بكر بلاده سريعا ، وسار منها إلى نواحي مكران ، فملكها جميعها إلى السّند ، وسار منها إلى هرمز ، وهي مدينة على ساحل بحر مكران ، فأطاعه صاحبها مليك (٢) ، وخطب بها لخوارزم شاه ، وحمل إليه أموالا ، وخطب لخوارزم شاه بهلوات (٣). وكان خوارزم يصيّف بأرض سمرقند لأجل التّتار ، وكان سريع السّير ، إذا قصد جهة يسبق خبره إليها (٤).
__________________
(١) في الكامل : ١٢ / ٣٠٣ ـ ٣٠٤ وقال : «هذه الحادثة لا أعلم الحقيقة أي سنة كانت ، إنما هي إما هذه السنة أو قبلها بقليل ، أو بعدها بقليل ، لأن الّذي أخبر بها كان من أجناد الموصل ، وسافر إلى تلك البلاد ، وأقام بها عدة سنين ، وسار مع الأمير أبي بكر الّذي فتح كرمان ثم عاد فأخبرني بها على شك من وقتها ، وقد حضرها».
(٢) في الكامل «ملنك».
(٣) هكذا في الأصل. وفي الكامل ١٢ / ٣٠٤ «قلهات» وهو الصواب. وهي مدينة بعمان على ساحل البحر ، كما في (معجم البلدان).
(٤) والخبر باختصار شديد في : دول الإسلام ٢ / ١١٥ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٦٧ ، والعسجد المسبوك ٣٤٥ ، ٣٤٦.