والوزراء ، وقد نال منهم الهبات والنوائل ، ولمّا قدم النّمري على الرشيد واعجب بشعره وأدبه ؛ استأثره على غيره وأصبح يُضاهي العتّابي ؛ ممّا تولّدت بينهما العداوة والبغضاء.
علاقة النّمري بمروان بن أبي حفصة :
سلك شاعرنا مذهب مروان في مدح العباسيّين ، إذ فطن النَّمري إلى منزلة مروان عند الرشيد وماله من تفضيل وحفاوة وتقدير ونيل الجوائز والهبات ، والنّمري استطاع ـ بذكائه وجودة أدبه ـ أن يتقرّب إلى الرشيد ويحتلّ موقعاً جيّداً يغبطه عليه سائر الشعراء ومنهم مروان ، فلا عجب إذا كانت الهبات مصيرها نحو النّمري وحرمان ابن أبي حفصة أن تؤدّي إلى العداوة والبغضاء ، بين الشاعرين.
يقول النّمري : وألحقني الرشيد بمروان ، وأمر لي بمائة ألف درهم أمّا مروان فكان يقول : هذا الشامي ـ أي النّمري ـ وأنا حجازي أفتراه يكون أشعر منّي؟!
وفي ذلك يقول الأصفهاني : ودخله من ذلك ما يدخل مثله من الغمّ والحسد(١).
علاقته بسلم الخاسر والخريمي :
اجتمع النّمري مع سلم والخريمي عند الرشيد ، أو عند المأمون قبل خلافته. ولم نقف على تفصيل في ما يخصّ هذه العلاقة بين الشاعر
__________________
(١) الأغاني ١٢ / ١٧.