مرّ بي ذات يوم يزيدُ بن مزيد الشيباني ، فصحت به يا أبا خالد ، أنا رجل من عشيرتك وقد لحقني ضيم ولذتُ بِك ، فوقف ، فعرّفته خبري وسألته أن يذكرني إذا مرّت به رقعتي ، ويتلطّف في إيصالي ، ففعل ذلك ...(١).
ويزيد هذا هو ابن أُخت معن بن زائدة ، تولّى الشيباني أرمينية وأذربيجان ، وتوفّي فيها سنة ١٨٥ هـ.
ويبدو لشاعرنا أكثر من قصيدة في حقّ يزيد الشيباني منها البائية ومطلعها :
لمّا رأيت سوام الشّيب منتشراً |
|
في لمّتي وعبيد الله لم يشبِ(٢) |
علاقته بالفضل بن الربيع(٣) ، وتخليصه من يد الرشيد :
روى الأصفهاني بسنده قال : حبس الرشيد منصوراً النّمري بسبب الرفض فتخلّصه الفضل بن الربيع ، ثمّ بلغه شعره في آل علي عليهمالسلام فقال للفضل : اطلبه. فستره الفضل عنده ، وجعل الرشيد يلحُّ في طلبه ، حتّى قال يوماً للفضل :
ويحك يا فضل تُفوِّتُني النّمري؟ قال : يا سيّدي هو عندي قد حصلته. قال : فجئني. وكان الفضل قد أمره أن يطوِّلَ شعره ويكثر مباشرة الشمس ؛ ليشحُبَ وتسوء حالته ، ففعل ، فلمّا أراد إدخاله عليه ألبسه فروة
__________________
(١) الأغاني ١٢ / ٢٢.
(٢) السوام في الأصل : الإبل الراعية ، وعنى به الشيب المتفرّق في جوانب الرأس. واللّمة : الشعر المجاور شحمة الأُذن.
(٣) الأغاني ١٣ / ١٤٩.