مقلوبة ، وأدخله عليه وقد عفا شعره وساءت حالته ، فلمّا رآه ، قال : السيف! فقال الفضل : يا سيّدي ، من هذا الكلْب حتّى تأمر بقتله بحضرتك؟ قال : أليس هو القائل :
ألا مساعير يغضبون لها |
|
بسلّة البِيض والقَنا الذّابل(١) |
فقال منصور : لا يا سيّدي ما أنا قائل هذا ، ولقد كذب عليَّ ولكنّي القائل :
يا منزل الحيِّ ذا المغاني |
|
أنعِمْ صباحاً على بلاكا(٢) |
هارون يا خيرَ مَنْ يُرجّى |
|
لَمْ يطِعِ الله من عصاكا |
في خَيرِ دِين وخيرِ دُنيا |
|
مَنْ اتقى الله واتّقاكا |
فأمر بإطلاقه وتخلّية سبيله.
فقال منصور يمدح الفضل بن الربيع :
رأيت المُلك مُذ آزر |
|
ت قد قامت محانيهِ(٣) |
||
هو الأوحدُ في الفضلِ |
|
فَما يُعرف ثانيهِ |
||
علاقة النّمري بالبرامكة :
كانت علاقته جيّدة مع البرامكة ؛ لأنّهم كانوا السبب في إيصال الشاعر إلى هارون الرشيد ، وبسببهم نال الحظوة والمنزلة والجاه عند السلطان لهذا مدحهم بقصائد عديدة ، كما رثاهم أيضاً.
من ذلك قال يمدح الفضل بن يحيى البرمكي لمّا تولّى إمارة
__________________
(١) الأغاني ١٢ / ٢١.
(٢) البلى : القِدم.
(٣) آزرتُ : عاونتُ وصرتُ وزيراً ، محانيه : معاطفه.