خراسان ـ :
أمست بمرو على التّوفيق قد صفقتْ |
|
على يدِ الفضلِ أَيدي العُجم والعَرَبِ |
لبيعة لوليّ العهدِ أحكَمَها |
|
بالنّصحِ مِنُه وبالإشفاقِ والحدب |
قد وكّدَ الفضلُ عَقداً لا انتقاضَ لهُ |
|
لمصطفىً مِن بني العبّاسِ منتخبِ(١) |
وفي جعفر أيضاً يقول النّمري ـ لما أرسله الرشيد لإخماد فتنة الشام ـ :
لقد اُوقِدَتْ بالشام نيران فتنة |
|
فهذا أوانُ الشامِ تُخمدُ نارُها |
إذا جاش موج البحر مِن آلِ بَرمَك |
|
عليها خَبتْ شُهْبانُها وشَرارُها |
رماها أميرُ المؤمنين بجعفر |
|
وفيهِ تلاقى صَدعُها وانجبارها(٢) |
بين الرشيد والنّمري :
لما أوقع أبو عصمة الشيعي(٣) بأهل ديار ربيعة وكان الرشيد أمره بذلك ؛ فأوفدت ربيعة إلى الرشيد وفداً مائة رجل ، فيهم النّمري ، فلمّا صاروا إلى بابه ، قال : تخيّروا من هذه العدّة النصف ، ففعلوا. فقال : يكثرون ، فاختاروا منهم الربع. فاستكثرهم ، فاختاروا عشرةً النّمري منهم ، ثمّ من العشرة اثنان النّمري أحدهما ، فلمّا دخلا قال : ما تريدان؟
فاندفع النّمري ينشد ولم يكن منه شعر قبل ذلك بل كان مؤدباً :
__________________
(١) تاريخ الطبري : ٨ / ٢٤٠.
(٢) الديوان : ٩٢ ، والقصيدة تضم ٢٣ بيتاً.
(٣) أبو عصمة الخراساني الزيدي ، وهو : نوح بن أبي مريم ، ويعرف بالجامع ؛ لجمعه العلوم ، يروي عن الزهري ، ويروي عنه أبو حنيفه. قال ابن المبارك : كان يضع (أي الحديث) ، مات سنة ١٧٣ هـ. ويظهر من قول الشهيد أنّه كان من الوضّاعين.